أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، الخميس، أن سوريا لن "توفر جهداً في إنجاح" خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية المشترك، كوفي عنان، بعد قليل من مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، له من بغداد ترجمة أقواله لأفعال بعد قبوله خطة "النقاط الست." إلا أن الأسد أشار في رسالة إلى زعماء مجموعة "بريكس" الاقتصادية، وبحسب ما نقلت وكالة "سانا": "إلى ضرورة إقناع الدول التي تدعم المجموعات المسلحة بالمال والسلاح بالتوقف عن ذلك فوراً، بما في ذلك دول الجوار التي تحتضن هذه المجموعات وتقوم بتسهيل عملياتها الإرهابية ضد سوريا." كي مون يحذر من تداعيات الصراع في سوريا ويأتي تصريح الأسد عقب دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، له، في كلمة أمام القمة العربية في بغداد، الخميس، بأن يحول قبوله لخطة "النقاط الست" إلى أفعال، محذراً من التداعيات المحتملة للأحداث في سوريا على المنطقة بأسرها. وشدد على ضرورة تنفيذ تلك التعهدات على الفور، وعدم إضاعة الوقت، قائلاً إن العالم بانتظار ترجمة التعهدات إلى أفعال. ونبه كي مون إلى أن النظام السوري فشل في الوفاء بمسؤولياته لحماية شعبه، بل عرض مواطنيه في عدد من المدن للهجمات العسكرية والاستخدام غير المتناسب للقوة، محذراً أن الصراع هناك يسير في اتجاه خطير. كما دعا المسؤول الأممي المعارضة إلى التعاون بشكل كامل مع مقترحات عنان. وكان عنان قد قدم خطته المكونة من ست نقاط خلال زيارته إلى دمشق بداية الشهر الجاري، بهدف وقف العنف والقتل وتمكين دخول المنظمات الإنسانية وإطلاق سراح المعتقلين وبدء حوار سياسي شامل. ورغم إشارة دمشق إلى قبولها لخطة المبعوث الدولي العربي المشترك، التي تنص على وقف العنف، أعلنت المعارضة السورية عن استمرار عمليات الجيش ضد المدن والمناطق التي تشهد تحركات مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، ما أدى لمقتل 31 شخصاً الخميس. وبحسب إحصائيات الأممالمتحدة فقد قتل أكثر من 8 آلاف شخص منذ بدء الانتفاضة في مارس/ آذار من العام الماضي. وتصدرت الأزمة السورية أجندة مؤتمر القمة العربية الثالثة والعشرين بحضور تسعة قادة عرب، إضافة إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني، وشهد المؤتمر غياباً تاماً للملوك العرب، ولم تقاطعه أي من الدول العربية. ويشار إلى أن الجامعة العربية جمدت، العام الماضي، عضوية سوريا ضمن جهود الضغط على الأسد لوضع حد لإراقة الدماء. واستبقت دمشق انطلاق القمة بإعلان رفضها لأي مبادرة تصدر عنها.