تعهدت المملكة العربية السعودية بأنها ستتحرك بشكل "منفرد"، أو بالتنسيق مع دول أخرى منتجة للبترول، للحفاظ على استقرار أسعار النفط في الأسواق الدولية، لتجنب "أثار سلبية" قد تنجم عن ارتفاع أسعار مصادر الطاقة على الاقتصاد العالمي. وأكد مجلس الوزراء في المملكة العربية، في اجتماعه مساء الاثنين، برئاسة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن استقرار أسواق البترول والطاقة تأتي ضمن أهدافها الرئيسة، لما قد يحدثه ارتفاع أسعار البترول والطاقة من آثار سلبية على الاقتصاد العالمي، وبشكل خاص على اقتصاديات الدول النامية. كما شدد المجلس على دور المملكة في هذا القطاع، بصفتها أكبر دولة منتجة ومصدرة للبترول، ولديها طاقة إنتاجية فائضة، وعضو في مجموعة العشرين، كما أن لها "علاقات متميزة" مع كافة أقطار العالم، مع اهتمامها باستمرار النمو الاقتصادي، خاصةً في الدول النامية والناشئة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن المجلس اطلع على نتائج الاجتماع الوزاري ال13 ل"منتدى الطاقة الدولي"، الذي عقد أواخر الأسبوع الماضي في دولة الكويت، والذي شاركت فيه المملكة، مع أكثر من 70 دولة منتجة ومستهلكة للبترول، وأبدى المجلس ارتياحه للمناقشات التي دارت في المنتدى. ونقلت الوكالة الرسمية عن وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، قوله إن المجلس شدد على أن المملكة سوف تعمل منفردة، وبالتعاون والتنسيق مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدول المنتجة الأخرى داخل الأوبك وخارجها، ومع الدول المستهلكة، ومن خلال منتدى الطاقة الدولي، من أجل توفر الإمدادات البترولية الكافية، واستقرار الأسواق البترولية، وعودة أسعار البترول إلى مستويات عادلة للمنتجين والمستهلكين وللصناعة البترولية. يُذكر أن أسعار النفط كانت قد قفزت لأعلى سعر لها منذ قرابة أربع سنوات، ليصل سعر برميل مزيج برنت إلى 128.40 دولار، مطلع مارس/ آذار الجاري، على خلفية بث تقرير على قناة "برس" الإيرانية، أفاد بوقوع انفجار أنبوب لنقل النفط داخل الأراضي السعودية، الأمر الذي نفته الرياض في وقت لاحق. وأشار محللون إلى أن السبب الرئيسي لعدم ثبات أسواق النفط العالمية، وسعر البرميل، تستند إلى ارتفاع المخاوف من أن أي توتر مع إيران، قد يوقف الإمدادات النفطية عبر مضيق "هرمز"، الأمر الذي سيشكل نقص حادا للإمدادات العالمية. وفي تعليق له على تلك المخاوف، قال مدير الاحتياطي الفدرالي للولايات المتحدةالأمريكية، بن برنانكي، لCNN في وقت سابق: "لا أعلم ما الذي يمكن عمله في على المدى القصير، لبث الراحة والطمأنينة في أسواق النفط العالمية." وتقول وكالة معلومات الطاقة الأمريكية إن ما يزيد عن 15 مليون برميل نفط يومياً مرت عبر هرمز عام 2009، ويعتبر المضيق شرياناً أساسياً لتدفق النفط إلى الأسواق العالمية، وهو ما يعادل سدس الإنتاج العالمي من النفط.