تمكن باحثون بمعهد "فراونهوفر" الألماني بعد 3 سنوات من التجارب من تصميم وإنتاج وعاء دموي اصطناعي من البلاستيك. واعتبر الباحثون أن هذه الخطوة التي احتفت بها كثير من وسائل الإعلام بالغة الأهمية على طريق تصنيع أوعية دموية، بهدف استبدالها مستقبلًا بأوعية بشرية تالفة، والتغلب على العقبات التي لا تزال تحول دون تحقيق ذلك إلى الآن. وأوضحت إيستال نوفوسل الباحثة بالمعهد الكائن بمدينة شتوتجارت، أن البحث الذي يتم في إطار مشروع "بيوراب للأوعية الدموية الاصطناعية" يتركز حاليًّا على تصنيع أوعية دموية من أنسجة حيوية. وأعربت الباحثة المختصة في علم الخلايا عن أمل العلماء في أن تتوج جهودهم مستقبلًا بزراعة أوعية حيوية في جسم الإنسان، مشيرةً إلى أن زراعتها تقتصر حاليًّا على الجلد الاصطناعي، نظرًا لأن الأبحاث لا تزال في مراحلها الأولية وإن كان ما تم إنجازه يعتبر بالغ الأهمية. وفي تعليقه على هذه الخطوة العلمية، قال د. حسام أحمد فؤاد أستاذ الجراحة العامة والأوعية الدموية لmbc.net: "عملية تصميم أوعية دموية اصطناعية ليست أمرًا جديدًا، بل هي مستخدمة في جراحات زراعة الشرايين منذ سنوات طويلة، وأثبتت ناجح وفاعلية كبيرة مثل الطبيعية؛ حيث تعيش لفترات طويلة في جسم الإنسان ولا تتسبب في تجلط الدم ولا تحتاج إلى أدوية لتسهيل تدفق الدم بها". وأوضح الدكتور فؤاد "أن هذه الأوعية أثبتت نجاحًا يصل إلى 78% في كثير من مناطق الجسم؛ مثل شرايين البطن والفخذ والحوض، لكن المشكلة التي لا تزال قائمة هي أن هذه الأوعية الاصطناعية لا تصلح بديلًا للأوعية الدقيقة كشرايين القلب والركبة". وذكر أن هناك مشكلة أخرى تواجه تطبيق هذه الجراحات، وهي أنها باهظة التكاليف، ما يجعلها غير متاحة إلا للأغنياء فقط، مشيرًا إلى ضرورة العمل على توفير نوع رخيص. واعتبر الدكتور حسام أن التطور الحقيقي في هذا المجال هو ابتكار أوعية دموية من خلايا جذعية، مشيرًا إلى أن هذا النوع ما زال طور البحث ولم يصل إلى التطبيق العملي الآمن.