كشفت موجة الغبار والأتربة وتردي الظروف المناخية صباح يومي الأحد والاثنين الماضيين ، عشوائية في تطبيق نظام الصلاحية الذي أقرته الوزارة لمديري التعليم والمدارس، بينما قرر أولياء الأمور اتخاذ القرار بأنفسهم بعد تأخر إعلان ذلك رسميا، على الرغم من تحذيرات الأرصاد التي وصلت إلى اللون البرتقالي الذي يعني تحذيرا متقدما. وقرر عدد من مديري المدارس ومدارس البنات في طريب والعرين تعليق الدراسة في مدارسهم، وخاصة أن مدارسهم سجلت غيابا جماعيا، وصل في بعضها إلى 75 في المائة، على الرغم من عدم وجود أي إعلان رسمي من وزارة التربية والتعليم بتعليق الدراسة. ورصدت صحيفة " طريب '' خلال جولة صباحية أمس في مدارس طريب والعرين غياباً جماعياً في بعض مدارس البنين والبنات، ووقوف معلمين على أبواب المدرسة لتوجيه أولياء الأمور بتعليق الدراسة، إضافة إلى دخول أولياء أمور في نقاشات مع بعض مديري المدارس بسبب العشوائية في آلية اتخاذ قرار تعليق الدراسة. وكشفت جولة ''طريب'' عدم وضوح الرؤية عند عدد من مديري المدارس، بالنسبة لتعليق الدراسة، فالبعض منهم اتخذ قرار التعليق بعد الفجر، وقام بإرسال الرسائل لأولياء الأمور، والآخر انتظر واستقبل بعض الطلاب الحاضرين، ومن ثم صرفهم، بحجة تعليق الدراسة، لسوء الأحوال الجوية، دون إشعار أولياء الأمور. وفضل بعض أولياء الأمور تغييب أبنائهم عن مدارسهم، ومنحهم إجازة اضطرارية في ظل هذه الأجواء غير الصحية، خوفاً عليهم من موجة الغبار، خاصة المصابين بأمراض صدرية. وأكد أولياء أمور خلال حديثهم ل ''طريب'' أنهم اضطروا إلى تغييب أبنائهم، وأنهم مارسوا صلاحياتهم للحفاظ على صحتهم، في ظل تردي الأحوال الجوية، وغموض الموقف من قبل الجهات ذات العلاقة في وزارة التربية والتعليم. وأشاروا إلى أن صمت بعض المسؤولين في البت في تعليق الدراسة في هذه الأجواء، أجبرهم على تغييب أولادهم. وأبدى الآباء تذمرهم من تردد الجهات ذات العلاقة بتعليق الدراسة من البت مباشرة في مثل هذه الأحوال الجوية، مشيرين إلى أن هناك عدم وضوح بين مديري ومديرات المدارس ومديري التعليم، فمدير يعلق الدراسة، وآخر يتردد وهو في المنطقة نفسها. هنا تؤكد وزارة التربية والتعليم أنها منحت صلاحيات إلغاء اليوم الدراسي في الأحوال الجوية السيئة لإدارات التربية والتعليم ومديري ومديرات المدارس، بناء على الحالة الجوية لكل منطقة. ذكر الأستاذ محمد سعد الدخيني المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم، في عدة لقاءات صحفية بشأن هذه الأجواء أن تعليق الدوام المدرسي في الحالات الطارئة، من الصلاحيات الممنوحة لمديري التعليم، ومنحت أيضاً لمديري ومديرات المدارس أخيراً، فيما لا يتجاوز يوماً واحداً. وأشار إلى أن على إدارات التربية والتعليم في المناطق والمحافظات التي تتعرض لموجة الغبار ممارسة الصلاحيات المفوضة لمديري التربية والتعليم بتعليق الدراسة أو استمرارها، بعد التنسيق مع الجهات المعنية وفق ما تقتضيه الحاجة. وأوضح الدخيني أن إدارة المدرسة ومنسوبيها ملزمون بإبلاغ أولياء الأمور في حال تعليق الدراسة، مشيراً إلى أن تحذيرات الأرصاد تصل إلى الكل، ومطلوب من كل إدارة تعليم متابعة حالات الطقس، وتحذير المدارس في مثل هذه الأجواء، وأن ''التربية'' تتابع بشكل دقيق الأحوال الجوية في جميع مناطق السعودية. من جانبه أوضح د. عبد العظيم رئيس وحدة الوحدة الصحية بالعرين أن تأثيرات الغبار التي ستشهدها المنطقة في طلاب المدارس خاصة المرحلة الابتدائية كبيرة خاصة أن ذرات الغبار المتطايرة في الجو والعالقة فيه تستنشق داخل الجهاز التنفسي وتمر عبر الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية والشعيبات الهوائية. وخلال مرورها على حسب حجم هذه الذرات فالأحجام الكبيرة تستقر في مقدمة أجهزة التنفس العليا خاصة الأنف والحنجرة، والأحجام الصغيرة تتعدى إلى داخل الجهاز التنفسي والقصبة الهوائية ثم إلى الشعيبات الهوائية الدقيقة. وحذر المصابين بمرض الربو اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة باستخدام الأدوية الوقائية والابتعاد قدر المستطاع عن المثيرات للحساسية وبعدم مغادرة المنزل بالنسبة لمرضى الربو والجهاز التنفسي في مثل هذه الأجواء إلا للضرورة، و اتباع إرشادات الطبيب بدقة، واستخدام الأدوية لتجنب الإصابة بالأزمات الربوية وفق إرشادات الطبيب وإغلاق النوافذ في المنزل جيدا. . وأوضح مصدر آخر أن المراكز الحكومية والأهلية في المنطقة استقبلت خلال الأيام الثلاثة الماضية أكثر من 60 حالة تعاني من الربو والحساسية، حيث تم تحويل 11 حالة من هذه الحالات.