أكد وكيل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للدراسات العليا والبحث الدكتور سهل بن عبد الجواد، أن مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية التي يجري العمل على إنجازها ستوفر أكثر من 16 ميغاوات من الكهرباء في عدد من المشاريع، ولفت إلى المبادرات الحالية في المملكة للاستفادة من الطاقة الشمسية التي تشمل المبادرة الوطنية لإنتاج المياه والكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية بسعة 10 ميغاوات التي تقوم بها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، مشروع الإنتاج الكهربائي بالطاقة الشمسية الخاص بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بسعة 2 ميغاوات، مشروع أرامكو السعودية بتغطية مواقف سيارات تبلغ مساحته 16 هيكتار بالألواح الفولتضوئية لتزويد المجمع الشمالي بالظهران ب2 ميغاوات من الكهرباء، ومشروع مماثل بالرياض لمركز الملك عبدالله للبترول والعلوم والأبحاث التطبيقية ومشروع كهرباء جزيرة فرسان بمنطقة جازان الذي تقوم به شركة الكهرباء السعودية وستكون فرسان أول مدينة سعودية يصلها التيار الكهربائي عن طريق الطاقة الشمسية. وأشار في افتتاح المؤتمر والمعرض السعودي الأول للطاقة المتجددة الذي ينظمه مركز التميز في أبحاث الطاقة المتجددة بالجامعة لمدة يومين، أن دراسات لاستشراق المستقبل أجرتها وكالة الطاقة العالمية عام 2011 بأنه من الممكن توفير كل احتياجات العالم من الطاقة من طاقة الرياح، الطاقة المائية والطاقة الشمسية بحلول عام 2030، وأنه من الممكن إنتاج معظم الطاقة الكهربائية التي يحتاج إليها العالم من الطاقة الشمسية خلال الخمسين عاماً القادمة. وأوضح أن المؤتمر يكتسب أهميته من انعقاده في وقت يشهد فيه العالم اهتماماً كبيراً بالطاقة المتجددة، وتوظيفاً لمستجدات العلم في تعظيم الاستفادة من المصادر الطبيعية المجانية وغير الناضبة في خدمة الإنسان، خاصة أنها طاقة نظيفة تحافظ على البيئة ولا تسبب أي آثار سلبية عليها، وتساعد في تقليل الانبعاثات الناتجة عن مصادر الطاقة الأحفورية، وتوفر الثروة النفطية وتطيل الاستفادة منها إلى أقصى حد ممكن, حيث نمت سعة الطاقة المتجددة عالمياً خلال الأعوام 2004م إلى 2009 من 10% إلى 60%. وقد تسارع هذا النمو في عام 2009 بالنسبة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية الفولتضوئية المقرونة بالشبكة. وأبان أن المؤتمر يشارك به علماء وباحثون ومتحدثون محليون وعالميون ويوفر مناخاً مناسبا لتبادل الآراء والخبرات والوقوف على آخر المستجدات في هذا الحقل الحيوي وتتضمن فعالياته عدداً كبيراً من المحاور، التي تتعلق بالطاقة الشمسية الفولتضوئية والطاقة الشمسية الحرارية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الكامنة في الأرض والهيدروجين وخلايا الوقود، وغيرها من موضوعات الطاقة المتجددة. وأبرز اهتمام المملكة بالطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، فالمملكة بحكم موقعها الجغرافي، تشهد كثافة في الإشعاع الشمسي الساقطة على أراضيها، حيث أن متوسط وحدات الطاقة الضوئية يساوي 2200 كيلو وات لكل متر مربع في العام، وهو معدل يجعل المملكة دولة مثالية لتنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية. وأضاف أن مجهودات الجامعة في مجال الطاقة المتجددة توجت بأن قامت وزارة التعليم العالي باختيار الجامعة لتكون مقراًً لمركز التميز البحثي للطاقة المتجددة الذي يقوم بأنشطة بحثية وعلمية نوعية ومركزة في هذا المجال ذات الأهمية الوطنية والبُعد الاستراتيجي وتعزيز التعاون في مجال البحوث النوعية بين الجامعة والجامعات والمراكز البحثية العالمية المتميزة في هذا المجال. وكان مدير الجامعة الدكتور خالد بن صالح السلطان افتتح المؤتمر المؤتمر، الذي قال أنه يحظى برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، مشيراً إلى مكانة البحث العلمي في المملكة من خلال إنشاء الجامعات الجديدة وتطوير أداء الجامعات القائمة، وإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتكون منارة للمعرفة وصرحاً علمياً شامخاً يستقطب الدارسين والباحثين من مختلف دول العالم ويسهم في توطين التقنيات المتقدمة، ودعم الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والترخيص بتأسيس شركة وادي الظهران للتقنية، وشركات أخرى مماثلة لتعزيز دور الجامعات ومؤسسات البحث في تطوير اقتصاد المعرفة والتأكيد على أن الدور الذي تقوم به الجامعات الحديثة لا ينحصر في تقديم التعليم المتطور ولكن في تفعيل البحوث العلمية التي تجريها الجامعات وربطها بالاحتياجات الاستراتيجية للمملكة.