أكد مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن صالح السلطان أمس أن توجه المملكة للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة يمثل خياراً استراتيجياً مهماً لصالح الأجيال المقبلة، مشيراً إلى مبادرة الجامعة بإنشائها قبل 5 سنوات وبدعم من وزارة التعليم العالي، مركزاً للتميز البحثي في الطاقة المتجددة وتعاونت بحثياً مع جامعات عالمية شهيرة في هذا المجال الحيوي، ونجح طلابها مؤخراً في تصميم وتصنيع سيارة "وهج" التي تعمل بالطاقة الشمسية التي شاركت في سباق أستراليا الدولي الشهير لسيارات الطاقة الشمسية وحققت نتائج مشرفة. وقال السلطان، - خلال افتتاح المؤتمر والمعرض السعودي الأول للطاقة المتجددة الذي ينظمه مركز التميز في أبحاث الطاقة المتجددة بالجامعة لمدة يومين - إن المؤتمر يحظى برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهذه الرعاية وهي محل اعتزاز بالغ من كل المشاركين في المؤتمر، لأنها تنطلق من إيمان عميق بدور مؤسسات التعليم العالي في إنتاج المعرفة وتفعيل دور البحث العلمي في تعزيز قدرات الاقتصاد الوطني والاستجابة لمتطلبات التنمية الشاملة، وقال إن الرعاية الكريمة تقديراً لرسالة جامعة اهتمت بالبحث العلمي واعتبرته وظيفة أساسية من وظائفها، كما حرصت على التواصل مع مستجداتِ العلم ومواكبة تطورات التقنية وملاحقة حالة التدفق المعرفي التي يتسم بها عالم اليوم. من جانبه ذكر وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي رئيس اللجنة المنظمة الدكتور سهل بن عبدالجواد أن المملكة بحكم موقعها الجغرافي، تشهد كثافة في الإشعاع الشمسي الساقط على أراضيها، حيث إن متوسط وحدات الطاقة الضوئية يساوي 2200 كيلو وات لكل متر مربع في العام، وهو معدل يجعل المملكة دولة مثالية لتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية. ولفت إلى المبادرات الحالية في المملكة للاستفادة من الطاقة الشمسية بالمملكة التي تشمل المبادرة الوطنية لإنتاج المياه والكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية بسعة 10 ميجاوات التي تقوم بها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومشروع الإنتاج الكهربائي بالطاقة الشمسية الخاص بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بسعة 2 ميجاوات، مشروع أرامكو السعودية بتغطية مواقف سيارات تبلغ مساحته 16 هيكتار بالألواح الفولت ضوئية لتزويد المجمع الشمالي بالظهران ب 2 ميجاوات من الكهرباء، ومشروع مماثل بالرياض لمركز الملك عبدالله للبترول والعلوم والأبحاث التطبيقية ومشروع كهرباء جزيرة فرسان بمنطقة جازان الذي تقوم به شركة الكهرباء السعودية وستكون فرسان أول مدينة سعودية يصلها التيار الكهربائي عن طريق الطاقة الشمسية وهنالك مبادرات أخرى لا يسع الوقت لذكرها. وقال إن الجامعة كانت سباقة في الاهتمام بمجال الطاقة المتجددة بوجه عام، والطاقة الشمسية على نحو خاص، وهي من أوائل المؤسسات في المملكة التي أجرت أبحاثاً ودراسات في هذا المجال ودخلت في تعاون وشراكة بحثية مع عدد من الجامعات المرموقة في هذا المجال، نذكر منها على سبيل المثال التعاون البحثي القائم مع ال MIT في مجال الطاقة النظيفة.