كشف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة عن نجاح الإمارة في استعادة ما يقدر ب 280 مليون م2 من الأراضي المعتدى عليها في منطقة مكةالمكرمة قيمتها نحو 86 مليار ريال، وتم تسليمها للأمانات لإقامة مشاريع عليها بدءا بمشاريع الإسكان والتي سلمت أراضيها إلى هيئة الإسكان لتكون منطقة مكةالمكرمة أول المناطق توفيرا وتسليما لمشاريع الإسكان في المملكة. واستعرض الأمير خالد الفيصل في لقاء نظمته إمارة منطقة مكةالمكرمة أمس للإعلاميين ورجال المال والأعمال والمثقفين والمثقفات، المخطط الإقليمي الذي يمثل الرؤية الاستراتيجية للمنطقة ومحافظاتها ومراكزها ويضع تصوراً كاملا لجميع المشاريع التي تحتاجها حتى العام 1450ه. ويركز مفهوم المخطط الإقليمي على تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة لمنطقة مكةالمكرمة بجميع محافظاتها ومراكزها، توطين المشروعات القادرة على إيجاد فرص عمل، معالجة الشتات والبعثرة السكانية، توجيه التنمية للتجمعات السكانية القابلة للنمو والتنمية، والحد من الهجرة للمدن الرئيسية من خلال الهيكل السكاني وقطاع الخدمات والعمالة والقطاعات الاقتصادية وشبكات البنية الأساسية وتوزيع استعمالات الأراضي الإقليمية ودعم مراكز التنمية. خطة استراتيجية عشرية ووجه سمو أمير المنطقة بإعداد خطة استراتيجية عشرية (مدتها 10 سنوات) للقطاعات الخدمية الرئيسة في المنطقة خلال الخطة الخمسية للدولة التاسعة (2010م 2014م) والعاشرة (2015 2020م). وتهدف الخطة الاستراتيجية التي جرى الانتهاء من تنفيذها إلى التعرف على المشاريع الفعلية المطلوبة للمنطقة من الخدمات والمرافق والكلفة التقديرية لها بشكل علمي ومنهجي لتوفير الميزانيات المالية اللازمة لتنفيذها. ويتسق المخطط الإقليمي مع توجيه سموه بتنفيذ مشروع مراكز التنمية في المحافظات والمراكز، والذي انطلقت فكرته خلال زياراته للمحافظات في عام 1429ه، وتم البدء فيه بعد تبلور الفكرة مع الأمانات والبلديات مطلع عام 1430ه. وتهدف مراكز التنمية التي تعتبر أهم المشروعات التطويرية التي تحقق أهداف المخطط الإقليمي، إلى توفير الأراضي لجميع الخدمات الحكومية ووضعها في بيئة تكاملية بين الإنسان والبيئة، فضلا عن توفير الخدمات وفرص العمل للسكان للحد من الهجرة إلى المدن. إدارات متخصصة وقال سموه للحضور: هذا الخطط الإقليمي هو مخطط أقرته الدولة لكل المناطق، ومكةالمكرمة من أول المناطق تنفيذا وتماشيا مع مخططاها الإقليمي وتكاد تكون منطقة مكة من الإمارات التي تختلف في تنظيمها الإداري عن بقية الإمارات وذلك بموافقة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وتم إقرار وإنشاء عدة إدارات متخصصة في متابعة قضايا معينة ومنها متابعة تنفيذ الأحكام، والتي نجحت في تقليص الأحكام التي لم تنفذ من 31 ألف حكم إلى ما يقارب 1500 حكم لم تنفذ، وبتوفيق الله ثم جهود هذه الإدارة تم تقليصها خلال وقت وجيز. وأضاف: كما أضيفت إدارة الدراسات والإعلام والتي تتولى الشان الإعلامي للمنطقة ويتم ذلك من خلال عمل إعلامي مميز. مشاركة المواطن وشدد الفيصل على ضرورة مشاركة المواطن في المرحلة الحالية، وقال: هناك مشاريع كبيرة ومميزة تعنى بالبنية التحتية في منطقة مكةالمكرمة تم إقرارها في المنطقة يبلغ عددها 3700 مشروع أنجز منها خلال السنوات الأربع الأولى 1604 مشاريع فيما ينفذ حاليا في منطقة مكةالمكرمة 2096 مشروعا في المدن والمراكز والمحافظات في تنمية متوازية وإنجاز غير مسبوق. وقال: مقابل ذلك نحن الآن أمام كيف يشارك المواطن والقطاع الأهلي في هذه المشاريع بما يوازي مشاركة الدولة في المشاريع وننتظر من المواطن الكثير في هذا الإطار. وأضاف: توجد في منطقة مكةالمكرمة أربع لجان عليا للتنمية لمعالجة الأمطار والسيول في جدة، لمعالجة وتطوير الأحياء العشوائية، لتطوير مدينة الطائف، إضافة إلى الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة، وجميعا يرأسها سمو ولي العهد. قفزات علمية كبيرة واستطرد سموه: نشاهد الآن قفزات علمية كبيرة في جامعاتنا حيث يوجد في جامعة الملك عبدالعزيز كرسي معهد الإعداد السعودي وجامعة أم القرى تبنت مشروع الدراسة العلمية لتطوير العشوائيات، كما أبلغني مدير جامعة الطائف عن وجود كرسي لاحترام النظام، بالإضافة إلى جامعة الملك سعود التي تعمل على إنشاء كرسي لبناء الإنسان وهو توجه وشعور وطني للإنسان العظيم وهو يبعث بالنسبة لي شخصيا على الفخر والسعادة. مسؤولية كبيرة وأكد أن قاطني منطقة مكةالمكرمة عليهم مسؤولية كبيرة حتى نحول رحلة الحج والعمرة إلى رحلة ممتعة نفسيا وفكريا وروحيا وحتى يصل إلينا الحاج والمعتمر ويجد استقبالا وتعاملا بكرامة ويجب أن نعمل لتطوير الخدمات وتغيير الأسلوب، لذا نسعى حاليا لتطبيق برنامج الضيافة الإسلامية وهي تعني كيف نتعامل ونعامل الضيف الكريم. مشاريع الإسكان وشدد الفيصل على وجود مشاريع إسكان يقوم بها تجار وتعرف باسم الإسكان الميسر، وهناك مشروعان بدا العمل فيها فعليا أحدهما في مكة والآخر في جدة وهناك مشاريع أخرى قادمة أكبر من هذه المشاريع. لا للمكابرة والمغامرة وأوضح أنه يمضي بالمنطقة إلى الأمام حيث قال: نعمل وفق مهنية عالية ولا نقبل بتقبل أي شخص بالمكابرة أو المغامرة بمشروع وهو غير كفء وكل إنسان يتولى منصبا يجب أن يكون موهلا له عمليا وعلميا وإداريا ومن دواعي سروري أن أجد من الشباب من يحقق ذلك كل عام. استعادة 280 مليون م2 وألمح إلى أن لجان التعديات تعمل: وقد نجحنا في استعادة ما يقدر ب280 مليون متر مربع ومعظم هذه الأراضي للأمانة ومشاريع للدولة وتم استلامها ونرجو أن يستمر هذا العمل وقد حدث تعزيز لمراكز ولجان مواجهة هذه التعديات خاصة في جدة والتي حظيت بثلاث مراكز جديدة في شرق جدة لإزالة التعديات وعدم السماح بالبناء فيها والدولة مصرة على إبقاء أملاك الدولة والوطن من التعديات والسطو على الأراضي بطريقة غير مشروعة. مشروع للإنسان وقال: المملكة لديها الآن مشروع كبير للإنسان ونحتاج إلى كل الثروات لتحقيق أهداف وطموحات الملك، ومعالجة العشوائيات مشروع قائم واللجان تدرس والتي تهيئ الطريقة المثلى لإخلاء هذه الأحياء من الساكنين ومعظمهم من الوافدين من خارج المملكة أو من المقيمين بطريقة غير نظامية ومن ضمن المشروع تصحيح وضع من يجب تصحيح وضعه، وإسكانهم في أماكن أخرى لتحويل هذه الأحياء. حملة خفية وألمح إلى وجود حملة خفية ومنظمة لإفشال المشروع «هناك أشخاص لهم مصالح في إبقاء الوضع كما هو عليه، وهذه المصالح ليست من صالح الوطن أو المواطن بل هي لصالح أناس قاموا بالبناء، هذه العشوائيات ولا يريدون تصحيح الوضع ويثيرون بعض السكان الذين لا يعرفون حقيقة الأنظمة لتطوير العشوائيات ويصرون على ذلك وينقلون إليهم معلومات غير صحيحة من أن منازلهم سيمتلكها رجال أعمال وهو غير صحيح، ولكن من سيملكها هي شركات يملكها رجال أعمال وهي مشاريع تشترك بها الدولة وبعض الصناديق وبعض شركات الاستثمار». وقال: هناك أناس يتحدثون عن شركة تطوير جدة على أنها شركة خاصة ولكن أود أن أنبههم إلى أنها شركة حكومية 100 في المائة ولا يملكها أحد سوى الدولة، وأضاف: للأسف هناك بعض مراسلي الصحف مشاركون في إثارة الناس في هذه الأحياء وآمل منهم القيام بأدوار وطنية وليس أدوارا استفزازية. إغلاق طريق الحرمين وعن إغلاق طريق الحرمين لصالح تنفيذ مشروع القطار قال: سيستمر طريق الحرمين وسيتم هدم الجسور الحالية على الطريق وبناء جسور وكباري أكبر وذلك لصالح مشروع القطار ولربطها بالطريق الدائري الجديد الذي سيأتي من الشرق ويرتبط بها حتى يستطيع أي شخص قادم من غرب جدة أن يسلك الطريق الدائري الجديد. وتطرق إلى الطريق الآخر الذي سيكون بين طريق الحرمين والطريق الدائري الجديد وسيربط جنوبها بشمالها ويقدر طوله ب70 كيلو فيما الطريق الدائري طوله 130 كيلو. وخلص أمير منطقة مكةالمكرمة إلى القول «الإحصاء مستمر ودراسة أحوالهم المعيشية مستمرة وكذلك دراسة إمكانية نقلهم إلى أماكن أخرى مستمرة وتهيئة الأماكن التي سينقلون إليها مستمرة ودراسة مساعدة الشركات التي التزمت بتطوير تلك الأحياء مع الصناديق بإعطائهم القروض مستمرة وقد تم فعليا منحهم القروض ودخلوا العمل».