أوقفوا جشع التجار ؟؟ سجلت الأسواق المحلية ارتفاعات جديدة في تسعيرة السلع التموينية، متخطية القرارات الحكومية التي تمنع استغلال المواسم في رفع الأسعار، وذلك قبل حلول شهر رمضان ب3 أسابيع. وفي الوقت الذي مازالت تطالب فيه جمعية حماية المستهلك بتفعيل رقمها المجاني لاستقبال شكاوى المتضررين، والذي تحصلت عليه قبل نحو نصف عام ولم تبدأ بتشغيله حتى الآن، بدأ موردو السلع التموينية برفع تسعيرة سلع غذائية بشكل تدريجي ويتزامن هذا الارتفاع الذي لاحت بوادره في مراكز التموين العاملة في السوق المحلية مع عودة الضغوط التضخمية التي سجلت ارتفاعا بمعدل 5.5% في يونيو الماضي، وهو أعلى مستوى له خلال عام في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. وتتطابق الارتفاعات لتسعيرة السلع الاستهلاكية الأكثر طلبا خلال شهر رمضان، مع توقعات بارتفاعات جديدة قد تشهدها مراكز التموين ومنافذ البيع خلال الأيام القادمة. واتهم اقتصادي موردي سلع استراتيجية تشهد حجما كبير في الطلب بعقد تكتلات غير ظاهرة، لدفع فاتورة الشراء نحو الارتفاع. ووسط بروز مؤشرات تشير إلى ارتفاعات جديدة قد تشهدها السوق المحلية، أرجع الدكتور عبدالعزيز داغستاني رئيس دار الدراسات الاقتصادية بالرياض الارتفاعات الجديدة التي تشهدها السلع التموينية الى ضعف الجهاز الرقابي لوزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك. وأكد داغستاني وهو يتحدث هاتفياً أن فروقات فاتورة الشراء خلال الفترة المقبلة التي تتزامن مع حلول شهر رمضان سيتحملها المواطن. وقال "دخل الأهالي ثابت ولم يتغير، والقيمة الشرائية منخفضة للمواطن، وهذا سيؤثر على المستهلك النهائي". ولم يتفاءل رئيس دار الدراسات الاقتصادية في الرياض بانخفاض أو استقرار السلع الاستهلاكية خلال الفترة المقبلة، قائلا "لا أرى في الأفق أي بوادر ولا وجود لمؤشرات حلول، ووزارة التجارة صامتة صمتا غريبا، وجمعية حماية المستهلك غائبة تماما". وأضاف "صمت "التجارة" يترجم إما إهمالها أو ضعف جهازها الرقابي، والسببان يعطيان إشارة إلى وجود خلل". واستطرد "سوقنا بدون رقيب، ومن أمن العقوبة أساء الأدب، ووعينا الاستهلاكي فيه خلل". وأكد داغستاني وجود تكتلات وسط مجموعات موردين وموزعين محليين لخلق أزمة غذاء تضمن المساهمة في رفع الأسعار، موضحا "هنالك تكتلات غير ظاهرة بين التجار، دفعت بتسعيرة السلع نحو الارتفاع وهذا ما حصل تماما في قطاع الغذاء". ولفت إلى أن السوق المحلية تتعامل مع أزمة، ومؤشر التضخم يسجل ارتفاعا ملحوظا، والملامح الاقتصادية تنذر بارتفاعات مجددا، وكل هذه المعطيات تتزامن مع حلول موسم يتغير فيه نمط غذاء المواطن السعودي الذي يقبل على شراء مستلزمات شهر رمضان بشكل كبير. وأشار إلى عاملين رئيسيين تسببا في معاودة الارتفاعات مجددا وهما وجود مؤشرات تضخمية في الاقتصاد، إضافة إلى زيادة حجم الطلب. متابعات / علي آل جبعان