فتحت الجهات الأمنية أمس التحقيق في حريق مدرسة براعم الوطن، الذي أودى بحياة معلمتين وأصاب 46 آخرين، وأخضعت الجهات الأمنية المكونة من عدة قطاعات حكومية هي، الدفاع المدني، الأدلة الجنائية، شرطة المنطقة، إدارة التعليم وحقوق الإنسان، مالكة ومديرة المدرسة، المعلمات وحارس المدرسة للاستجواب ومعرفة أسباب الحريق. وصرحت مصادر مطلعة أن لجنة التحقيق وقفت على سبعة مؤشرات وراء الحريق داخل المدرسة أبرزها العثور على فحم، منقلة، بتوغاز ودلة قهوة، داخل معمل المدرسة والذي صدر منه الحريق، كما عثرت اللجنة على برادة ماء يحتمل أنها انفجرت بسبب الحريق، ويحتمل أن تكون سببا في اندلاعه. وقالت أم محمد العمودي من السكان المجاورين للمدرسة «سمعت صوت انفجار قوي من الخارج، فخرجت لاستطلاع الأمر، فشاهدت الدخان متصاعدا من المدرسة بشكل كثيف، فتوجهت على الفور إلى شقيق ابنتي التي تدرس في نفس المدرسة، وطلبت منه على الفور إحضارها، فذهب إلى المدرسة، ولم يجد أحدا من الحراس فدفع الباب وأتاح الفرصة لبعضهن من المرحلة التمهيدية للخروج وكن داخل الساحة، وفي هذه الأثناء حضر الحارس والذي قدم الدعم وأخرج الطالبات من المدرسة، أما المعلمات فقد وجهن الطالبات بالابتعاد عن الحريق والهروب من الموقع، وخرجت الكثيرات من الطالبات ومنهن ابنتي، وبعد ذلك استمر الحريق واستمرت المأساة، وشاهدنا الطالبات يقذفن بأنفسهن من الدور الثالث على سياج ساحة المدرسة». من جهتها، قالت ل «عكاظ» معلمة أخرى «إنني أدرس الماجستير في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، واستأذنت من مديرة المدرسة في الساعة 11 صباحا للتوجه للجامعة لحضور بعض المحاضرات، وتركت ابنتي في المدرسة وتوجهت إلى الجامعة، ولم أتوقع وقوع هذه الحادثة بهذه الفاجعة وتضرر المدرسة بهذه الصورة، والغريب في الأمر أن المدرسة نفذت قبل يومين تجربة إخلاء للطالبات، وكانت ناجحة بكل المقايس»، مؤكدة أن للمطبخ في الدور الأرضي عدة مخارج لتسهيل خروج المعلمات والطالبات بدون تزاحم. وروى أحمد المولد 23 عاما، يعمل في القطاع الخاص أحد سكان الحي، أنه حضر الحادثة المؤلمة منذ بدايتها إلى نهايتها، مؤكدا أن سيارات الدفاع المدني حضرت متأخرة إلى موقع الحدث وليس لديها سلالم للإنقاذ، وحتى كاشفات الإنارة استعارتها من الجمهور، وبعد تجمهور الحضور تعطل دخول بقية سيارات الإسعاف. وأضاف المولد «ساعد كثير من المتطوعين في إنقاذ عدد من الطالبات من داخل المدرسة التي توجد فيها أربع مراحل دراسية»، لافتا إلى أن ثماني طالبات قذفن بأنفسهن من الدور الثالث. فهد البلادي أحد الموظفين السابقين في المدرسة وتركها قبل عام، حضر من محافظة رابغ بعد تلقي خبر الفاجعة، مشيرا إلى أنه مصدوم بالنتائج التي آلت إليها الحادثة، رافضا ما تداولته بعض الشائعات عن منع حارس المدرسة للطالبات من الخروج. وتقول الطالبة غادة باقسي 11 سنة، بدأ الدخان يتصاعد من الحريق في الحصة الثامنة، عندما كانت في ساحة المدرسة لحضور مادة تربية إدارية، وبعدها انطلقت صفارة الإنذار داخل المدرسة وفوجئت بالمعلمات يفتحن الأبواب الخارجية للطالبات للهروب، ثم لاحظت المعلمات يعملن على إنقاذ ما يمكن من الطالبات، مؤكدة أن المشهد مختلط سقوط، بكاء، خوف وهلع بين الطالبات، مشيرة إلى أنها تمكنت من الخروج والدموع على خديها، واستقبلها والدها بالأحضان.