أعلن وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة خلو حج هذا العام من الأمراض الوبائية أو المزمنة أو المعدية، من خلال رصد المراكز الصحية للوزارة في المنافذ البرية والبحرية والجوية للمملكة، التي لم تظهر وجود إصابات لأمراض ذات خطورة بين الحجاج القادمين إلى المملكة. وأوضح وزير الصحة البارحة الأولى في لقائه رئيس تحرير «عكاظ» محمد التونسي وكتاب عدد من الصحف المحلية ومثقفين، أن الوزارة جندت نحو 20 ألف كادر صحي بمختلف المستويات لخدمة ضيوف الرحمن في حج هذا العام 1432ه، وجهزت نحو 12 مركز صحياً في عرفات، بالإضافة إلى أربعة مستشفيات رئيسية في منى ومزدلفة، ووفرت سبع وحدات مناظير، و40 جهاز غسيل كلوي، فيما أجريت حتى الآن نحو 200 عملية قسطرة و12 عملية قلب مفتوح، ووفرت الوزارة نحو 4 آلاف سرير، و250 سريرا للعناية المركزة، في جميع مستشفيات المشاعر. وأوضح الدكتور الربيعة تشكيل لجنة عليا ترأسها وزارة الصحة للإشراف على جميع الجهات الصحية المشاركة في حج هذا العام والتي تتبع وزارة الدفاع والطيران، والحرس الوطني، من أجل توحيد الجهود وتضافرها لخدمة حجاج بيت الله الحرام. وكشف الوزير عن انطلاق الخطة الاستراتيجية للعشر سنوات المقبلة للوزارة، وهي خطة عملية من ضمنها المشروع الوطني للرعاية الصحية، مشيراً إلى أن الخطة لديها العديد من الركائز الأساسية منها المشاركة مع القطاع الخاص، الرعاية الصحية الوطنية، فيما سيتم إنشاء نحو ألف مركز صحي جديد في محافظات ومدن المملكة، بالإضافة إلى 150 منشأة طبية منها خمس مدن طبية متكاملة. وبين أن سبب تأخير بعض المشاريع في الوزارة يعود على عدم مطابقتها للمعايير العالمية التي يتم العمل بها في المنشآت الصحية على مستوى العالم. وبين أن هناك برنامجا لعلاقات حقوق المرضى والهدف منه الاستماع لشكوى المريض، موضحاً أن الوزارة أطلقت صوت المواطن على موقعها الإلكتروني للاستماع المباشر لشكاوى المرضى. ولفت إلى أن الوزارة باتت تجري عملية اليوم الواحد، وهو توجه انتهجته الوزارة حالياً على غرار ماهو معمول به في دول أوروبية، مشيراً إلى أن الوزارة حققت ما نسبته 35 في المائة من نسبة العمليات التي يتم إجراؤها في مستشفيات الوزارة في مدن ومحافظات المملكة. وأوضح أن الوزارة أنشأت برنامجا للمراجعة الداخلية في جميع مستشفياتها، للارتقاء بالخدمات المقدمة للمرضى، بالإضافة إلى تطبيق مؤشرات الأداء، فيما أوضح أن الوزارة لديها اهتمام كبير بالاعتماد الخاص بالمنشآت الطبية، حيث تم اعتماد حتى الآن نحو 30 منشأة فيما يجري العمل حاليا على اعتماد نحو 60 منشأة جديدة. وأوضح أن الوزارة لديها نحو 250 ألف كارد صحي، يتم العمل حالياً على تغيير بيئاتهم الوظيفية من أجل الارتقاء بالأداء وزيادة الإنتاجية لتتلاءم مع تطلعات الوزارة للارتقاء بشكل عام بالخدمات المقدمة للمرضى. وبين أن الوزارة أنشأت مجالس تنظيمية في جميع مناطق المملكة، بميزانيات مستقلة ومنحها الصلاحيات الكافية لاتخاذ القرارات المناسبة فيما يتعلق بالخدمات المقدمة للمرضى، وأوضح أن الوزارة تعمل كل عام على تقييم الدليل الدوائي الذي يتم العمل بموجبه في جميع منشآت الوزارة، حيث تتم متابعة كل ما هو جديد من أدوية علاجية للمرضى للاستفادة منها بشكل مباشر. وأكد الوزير أن برنامج الطبيب الزائر الذي انتهجته الوزارة هذا العام حقق نجاحاً ملموساً في ظل امتناع بعض الأطباء العمل في المناطق النائية لعدم تلاؤم بيئة العمل مع نمطهم المعيشي، حيث تم حتى الآن إيفاد نحو 1200 طبيب زائر، راوحت إقامتهم بين ثلاثة أشهر وستة أشهر. وبين أن الوزارة لديها الآن نحو عشرة مراكز للقلب، و خمسة مراكز للأورام، و172 مركزا للسكر، و152 للدم، فيما ستعمل الوزارة حالياً على إنشاء مختبر مرجعي، وهو ثاني رابع مختبر يتم إنشاؤه على مستوى العالم. بعد ذلك استمع وزير الصحة إلى أسئلة واستفسارات الكتاب والمثقفين، حيث طالب رئيس تحرير «عكاظ» محمد التونسي بضرورة العمل على تغيير التعامل الإعلامي للوزارة مع الوسائل الإعلامية، والحرص على ضرورة الانفتاح مع المواطن والمرضى بشكل عام، وأوضح وزير الصحة أن هناك إشكالية بالفعل بالنسبة للتعامل الإعلامي، مشيراً إلى أن هناك مراجعة تتم حول المنهجية الإعلامية. فيما دعا الكاتب في صحيفة المدينة الدكتور محمد خضر عريف إلى ضرورة العمل على تغيير الصورة النمطية للوزارة، حيث بين الدكتور الربيعة أن 70 في المائة من المواطنين لديهم رضى عن ما تقدمه الوزارة وذلك حسب الدراسة الميدانية التي أجراها معهد الإدارة، موضحا أن المراجعين من المرضى خلال عام كامل للمنشآت الصحية بلغ 66 مليون، وتم توليد نحو 250 ألف سيدة، وأجريت نصف مليون عملية جراحية، وهذا يعد مؤشرا إيجابيا على حد قوله، فيما بين أن الوزارة ستطلق الشهر المقبل مؤتمراً يعد الأول من نوعه في المملكة، حول علاقة المرضى. فيما أشار الكاتب في صحيفة عكاظ نجيب يماني إلى ضرورة تفعيل برنامج الطبيب المنزلي، حيث أوضح الدكتور الربيعة أن الوزارة تعمل على تفعيل هذا البرنامج وهو ليس بديلا للمنشآت الصحية، لافتاً إلى أن هناك نحو 9000 أسرة يشملها هذا البرنامج حتى الآن. فيما أشار الكاتب في جريدة المدينة الدكتور سالم سحاب، إلى ضرورة الارتقاء بالتدريب في المستشفيات التابعة للوزارة، حيث أوضح الوزير أن الوزارة لديها اهتمام بهذا الجانب. من جهته، دعا الكاتب في صحيفة عكاظ الدكتور رشيد البيضاني إلى ضرورة إجراء اختبارات للممراسين الطبيين الوافدين من خارج المملكة قبل قدومهم، وأكد الوزير أن هناك توجها في هذا الشأن، وسيتم إجراء اختبارات للممراسين الطبيين القادمين للعمل في المنشآت الخاصة قبل قدومهم على المملكة. إلى ذلك، طالب الكاتب في صحيفة البلاد خالد الحسيني بضرورة الاهتمام بالوضع الصحي في العاصمة المقدسة، حيث كشف الوزير عن عزم الوزارة إنشاء مدينة طبية جديدة بين مكةوجدة في منطقة الشميسي، تكون بديلة لمدينة الملك عبدالله التي ستؤول ملكيتها إلى الشؤون الصحية في العاصمة المقدسة، فيما سيتم العمل حالياً على مستشفى جديد بسعة 300 سرير في التوسعة الجديدة للحرم المكي، وإنشاء مستشفى إجياد بشعة 300 سرير، بالإضافة إلى مستشفى للولادة والأطفال بسعة 500 سرير سيتم استلامه خلال الأشهر المقبلة، مؤكداً أن هناك اهتماما كبيرا بالوضع الصحي في العاصمة المقدسة.