حذر أطباء مختصون من استخدام التركيبات المجهولة التي تباع في البقالات الآسيوية وتدعي علاج الأمراض، خصوصا الضعف الجنسي والعقم والسرطان والسمنة والسكر والضغط وغيرها من الأمراض. وأكدوا ل «عكاظ» أن استخدام مثل هذه التركيبات يؤدي إلى نشوء أمراض خطيرة يمتد تأثيرها على الكبد والكلى، حيث إن محتويات التركيبات تحتوي على عناصر عشبية غير معروفة. رأى استشاري ومدير مركز الأورام في مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور هدير مصطفى مير، أن من أخطر السلوكيات التي قد يتبعها بعض المرضى هو اللجوء إلى تناول تركيبات عشبية مجهولة لا يعرف مصدرها ولكن الغالبية العظمى منها تحمل أغلفة ورسومات تدل أنها شرق آسيوية، وبالطبع مثل هذه التركيبات تؤدي إلى مخاطر أخرى تمتد إلى الكبد والكلى بدلا من علاج الحالة الأساسية. وأضاف قائلا «الأمراض في مجملها تحتاج إلى منظومة علاجية وجلسات متابعة، خصوصا إذا كان المرض يحتاج إلى تواصل مع الطبيب بصفة دائمة مثل الأمراض المزمنة أو السرطانية، وبالتالي فإن التركيبات المجهولة لا تفيد في إنهاء معاناة المرض، ويتوقف الأمر في نهايته على العلاج القائم على البراهين». الدكتور مير شدد على الوعي الصحي وأهمية تكريس التوعية وتفعيل دور الأمانات في مراقبة البقالات التي تبيع في الخفاء هذه التركيبات. حساسية جلدية ولم يختلف رأي استشاري الجلدية والليزر وتجميل البشرة الدكتور أحمد هاشم فيقول: بعض المرضى وللأسف الشديد يلجأون إلى استخدام هذه التركيبات في غياب الوعي الصحي، وهو ما يعرض صحتهم إلى خطورة كبيرة، حيث إن مكونات هذه التركيبات مجهولة وغير مصرح بتداولها. وأشار الدكتور هاشم إلى بعض هذه التركيبات المجهولة تدعي علاج الصدفية والبهاق وعلاج البشرة وبعض الأمراض الجلدية، وكلها تداعيات غير صحيحة وتؤدي في الأخير إلى عواقب جسيمة. وأضاف: لا أخفي سرا أن قلت إن حالات كثيرة تردني وقد استعمل أصحابها كريمات وتركيبات مغشوشة ومجهولة وتضررت بشرتهم بشكل كبير، فيما عانت مجموعة أخرى من الحساسية الجلدية إثر استخدامها، وبالسؤال عن مصدر هذه المنتجات اتضح أنها من البقالات الآسيوية. تركيبات جنسية وأبدى استشاري المسالك البولية في مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور رضا متبولي، استغرابه من توجه بعض المرضى إلى تناول تركيبات مجهولة وخصوصا التي تدعي علاج النقرس أو الضعف الجنسي أو العقم وغيرها، وكل هذه التركيبات تشكل خطورة قد تؤدي لا سمح الله إلى الفشل الكلوي من خلال استعمالها على المدى الطويل. ويواصل الدكتور متبولي: هناك ثلاث نقاط أود أن أوضحها في هذا الجانب: أولا: إن هذه البقالات وجدت إقبالا كبيرا من المستهلكين لهذه التركيبات الممنوعة رغم أنها مجهولة المصدر و80 في المائة منها تركيبات جنسية ذات الربح الجيد والإقبال عليها بالطبع سيكون كبيرا من قبل الذي يبحثون عن أي بارقة أمل لعلاج مرضهم، وآخرون قد يستخدمونها من باب الفضول. ثانيا: أكثر هذه التركيبات تأخذ ادعاءات علاجية لأمراض منتشرة كالسكري وضغط الدم والربو والقولون والسمنة وغير ذلك والأهم والأخطر العقم والضعف الجنسي للرجال والبرود الجنسي للنساء، وكل هذه التركيبات يتم تغليفها في عبوات وأكياس «انيقة» ومحكمة وبأغلفة براقة وبالتالي فإن هذا الدور النفسي يشجع المرضى على شرائها مهما كانت التكلفة. ثالثا: المريض مهما كان مستوى وعيه فإنه يبحث عن أي عقار أو دواء يخلصه من علته، خصوصا أنه يعيش في حالة نفسية سيئة، لكنه في الأخير يكتشف أن المنتج الذي قام بشرائه مجرد وهم، ولهذا فإن الوعي يؤدي دورا مهما في تكريس المفاهيم الصحية لدى شرائح المجتمع بمعرفة خطورة تناول مثل هذه التركيبات، فعدد كبير من الشكاوى التي تردنا هي من المرضى الذين استعملوا مثل هذه التركيبات الممنوعة والمجهولة. إغلاق فوري وكشف مدير صحة جدة الدكتور سامي باداوود، أن هناك جولات تفتيشية تقوم بها لجان رباعية مخصصة من الصحة والأمانة والتجارة والشرطة، ومهمتها رصد كل السلبيات والمخالفات الموجودة في البقالات والصيدليات، بجانب لجان صحية مخصصة للمستشفيات والصيدليات ومحال النظارات والعيادات والمستوصفات وغيرها من القطاعات الصحية، وفي حالة رصد المخالفة فإنه يتم تطبيق العقوبة وفقا لطبيعة المخالفة ويتم رفعها إلى لجنة مخالفة المزاولين لتطبيق الغرامات المنصوصة مع التأكيد على معالجة الأخطاء والتجاوزات. الدكتور باداوود، أكد على أهمية الوعي الثقافي والاجتماعي لدى المرضى، مشددا على ضرورة تجنب كل ما يضر الصحة ومنها التركيبات الوهمية التي تباع في البقالات وتدعي علاج الأمراض، منوها أنه تم رصد كميات كبيرة في الجولات الماضية بالمشاركة مع اللجنة الرباعية وإتلاف جميع المنتجات.