وصف عدد من المفكرين والأكاديميين إنشاء كرسي صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان لدراسة قضايا الشباب وتنميتهم في جامعة تبوك، بأنه بشرى خير للشباب، خصوصا وأن فئة الشباب تمثل الشريحة العمرية الأكبر في المجتمع السعودي وهي وقود التنمية ومستقبل الأمة. وانبثقت فكرة إنشاء الكرسي من فكرة تركز على تنمية الجوانب الفكرية، النفسية، الثقافية، والحضارية، لدى الشباب من الجنسين، تلك الرؤية التي أضاءت لقاء صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، بمدير الجامعة والقياديين والأكاديميين، والتي طرحها الأمير عبر عدد من التوجيهات والأفكار ذات الطابع العلمي، والتي عرض فيها لعدد من المفاهيم الفكرية والثقافية والاجتماعية الخاصة بتفكير الجيل الجديد وعلاقته بالتعليم من جهة، وبالواقع العملي من جهة أخرى عند لقائه لطالبات وطلاب الجامعة، وكانت تلك الرؤى صيغة جديدة للتفكير في كيفية مساهمة الجامعة كصرح علمي كبير في توجيه الشباب، سواء داخل المنطقة أو خارجها، وتنمية آليات التفكير لديهم ومساعدتهم في تخطي العقبات التي تواجههم عبر تزويدهم بالمعارف، وتوفير مناخ ملائم لهم لاستثمار علاقتهم بالمعرفة وعدم الاقتصار على الجوانب العلمية البحتة، وضرورة ربطها بالواقع وتحدياته، حيث صدرت موافقة الأمير فهد بن سلطان على رعايته وتمويله الكرسي بمبلغ مليوني ريال ولمدة ثلاث سنوات. بنى معرفية «سروري كبير بإنشاء هذا الكرسي، نظرا إلى أن الشريحة محل اهتمامه هي الشباب أمل الأمة ومستقبلها، والمدخل المعتمد لتناول قضاياهم عبره هي البحث العلمي وهو الطريق الأوحد المفضي لصياغة مجتمع يقوده العلم والإيمان، كما أن تفاؤلي كبير في أن يوفق هذا الكرسي في أداء رسالته نظرا لحاجة مجتمعاتنا في ظل الظروف الراهنة والتي تتسم بالتعقيد واللهاث الدائم والتغيرات المستمرة لهذا النوع من الدراسات، التي من شأنها أن تؤسس لبنى معرفية علمية مواكبة للتطورات وقادرة على تقديم حلول ورؤى تستلهم تراث الأمة الحضاري لصياغة واقع أفضل تنداح فوائده لتعم البشرية جمعاء، باعتبار أن هذا هو قدر الأمة الإسلامية وتكليفها ورسالتها السامية». المفكر الإسلامي الدكتور مقداد يالجن الحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية الغد الأفضل «استبشرنا كل الخير بهذا الخبر وزادت ثقتنا في فلاح مشروعات التوسعة لمؤسسات التعليم العالي، وأولى بشرانا أن يخصص هذا الكرسي باحثا في قضايا ومشكلات الشباب وحينها أدركنا أن الغد أفضل للشباب، وثاني بشرانا أن يكون التناول لهذه القضايا على أساس بحثي وحينها أدركنا أن العلمية دليل سيوصل للنجاح في الرسالة، وثالث بشرانا حينما جاءت هذه البادرة في جامعة تبوك الفتية فأيقنا حينها أنها أي جامعة تبوك بلغت مصاف الجامعات الكبرى لأنها بهذا المشروع نبضت بقلب الوطن وتنفست هموم مجتمعها، وأنها ساعية بالعلم والإيمان نحو الدور المنوط بها قلعة تحمي حمى الوطن، وراية تهدي شبابه وتصون ثرواته البشرية، وليكن التوفيق حليفا، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا وهو مسدد الخطى والمعين». الدكتور عبدالله الفوزان الباحث الاجتماعي في جامعة الملك سعود أفق إيجابي «هذا التوجه البحثي سيكون له في تقديري ثمرات يشهدها القاصي والداني، ومجرد الشروع في فكرة تخصيص كيان بحثي يعنى بقضايا الشباب ومشكلاتهم يعد بادرة تؤكد على سعة أفق القائمين عليه، ومؤشرا على اتجاه إيجابي للمؤسسات الجامعية نحو اضطلاعها بمسؤولياتها القائمة على استشعارها المبكر لقضايا الوطن، واهتمامها بتوطيد دعائم تنميته والتي عمادها بلا أدنى شك الشباب الواثق المؤمن المنفعل بقضايا الوطن والمفعم بالوطنية والحماس للبناء والتطوير، خصوصا وأن العمل في مجال صيانة الشباب من المخاطر المعاصرة، وتحصينهم ضد الضياع والإهدار بات متصلا بتفعيل العمل العلمي الرصين الذي من أدواره أن يحدد المشكلات ويتناول الهموم ويعمل على تشخيصها بروية وعلمية، ومن ثم يعمل بالتآزر مع الجهات ذات الاختصاص على معالجتها، نهنئ جامعة تبوك على هذه الخطوة ونباركها ونتمنى أن تكلل هذه المساعي بالنجاح وأن يحظى هذا المشروع المميز بذات المكانة التي حظيت بها جامعة تبوك بين الجامعات السعودية والإقليمية والعالمية». الدكتور محمد التويجري عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأهداف المنشودة «هذا الكرسي سيسهم بشكل كبير في النهوض بالوعي الشبابي وتنمية الفكر لديهم، وسيكون له كبير الأثر على المجتمع بإذن الله، ومن خلال الجوانب الفكرية والحضارية التي يهتم بها الكرسي ويضعها ضمن أولوياته، فإن من الواضح أنه سيكون لها أهمية كبيرة وإضافة حقيقية تخدم المجتمع والوطن على وجه العموم، إضافة إلى أن الجانب الذي يعنى به الكرسي البحثي يعد جانبا حيويا وهاما ويعنى بشريحة كبيرة في المجتمع، كما أن الأهداف التي يهتم بها الكرسي والتي تخص رصد قضايا وموضوعات ومشكلات الشباب، ستساعد على الخروج بحلول مناسبة تسهم من جانبها أيضا في بناء استراتيجية فعالة في سبيل الوصول إلى الأهداف المنشودة». الدكتور محمد المطوع متخصص في التربية تنمية القدرات «الكرسي وطني ذو توجه علمي يهدف إلى تطوير وتوجيه وتعزيز وتنمية القدرات الشبابية لتحقيق مشاركتها التنموية الفاعلة لخدمة الوطن، حيث يهدف إلى تنمية الجوانب الفكرية والنفسية والاجتماعية للشباب، والاهتمام بقضاياهم وبحث السبل المناسبة لتنميتهم». الدكتور عبدالعزيز بن سعود العنزي مدير جامعة تبوك خارطة ديموغرافية «من أهداف الكرسي تنفيذ بحوث ودراسات علمية متخصصة حول أهم القضايا والموضوعات التي تهم الشباب في المجتمع السعودي، ورصد القضايا والمشكلات التي يطرحها الشباب ورسم خارطة ديموغرافية لهذه القضايا توضح مدى تشابهها أو تباينها من منطقة لأخرى داخل المملكة، ومتابعة ورصد الظواهر الشبابية الطارئة والجديدة على مجتمعنا وتقديم تحليل علمي لها؛ وكذلك المساهمة في رسم السياسة الوطنية المتعلقة بالشباب بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة ورفع الوعي الوطني المجتمعي باهتماماتهم». الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي محور الاهتمام «بحوث الكرسي تشمل الشباب من الجنسين، وهم الذين سيكونون محور الاهتمام ليكون لهم دورهم الرئيس في أنشطته المختلفة، ومن ضمن الجهود التأسيسية العمل حاليا على ترشيح أستاذ الكرسي الذي سيكون من الخبرات الأكاديمية المحلية أو العالمية في هذا المجال، واختيار الهيئة الاستشارية واللجنة التنفيذية والتي ستضم العديد من علماء الاجتماع وعلم النفس والتربية والمختصين في مجال تنمية الشباب وتطوير ودعم مهاراتهم». الدكتور نايف الجهني مشرف الكرسي