تمثل ساعة مكة العالمية، أكبر ساعة برج في العالم، رمزا حضاريا تاريخيا إسلاميا، تدهش زوار المسجد الحرام بإضاءاتها التي تنطلق ب 16 حزمة ضوئية عمودية خاصة، تصل في ارتفاعها إلى ما يزيد على عشرة كيلو مترات نحو السماء، وتبلغ قوة كل حزمة ضوئية تنطلق من فوق برج الساعة الواقع على بعد خطوات من الحرم المكي الشريف عشرة كيلو وات، تشاهد على بعد 17 كيلو مترا. ويؤكد الجميع أهمية أكبر ساعة برج في العالم عن ساعة «بيغ بن» الشهيرة بست مرات، دليل على أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تفرد جل اهتمامها بالمقدسات والمشاعر، وتأتي الساعة بدقة ثوانيها لتؤكد هوية المرحلة المقبلة بأهمية الإلتزام بالوقت من الناحية التطويرية كذلك. ساعة مكة أكبر ساعات العالم قاطبة، يبلغ قطرها 40 مترا، ويمكن مشاهدة توقيتها على بعد 17 كيلو مترا، ويبث أذان المسجد الحرام مباشرة من أعلى ساعة مكة عبر مكبرات صوت خاصة، بحيث يمكن سماعه في محيط المسجد الحرام من مسافة سبعة كيلو مترات تقريبا، كما أنه أثناء الأذان تجري إضاءة أعلى قمة ساعة مكة بواسطة 21.000 مصباح ضوئي تصدر أضواء لامعة باللونين الأبيض والأخضر، يمكن رؤيتها من مسافة تصل إلى 30 كيلو مترا من البرج، وهي تشير بذلك إلى وقت دخول الصلاة، بالإضافة إلى أن تلك الإشارات الضوئية تمكن ذوي الإحتياجات الخاصة كضعيفي السمع أو المتواجدين على بعد من المسجد الحرام، من معرفة وقت دخول الصلاة. ويشير أستاذ التاريخ والآثار في جامعة أم القرى الدكتور فواز الدهاس أن ساعة مكة تمثل عدة جوانب مهمة لعل من أهمها جانب التوقيت، ربط الناس بمكةالمكرمة كقبلة للمسلمين وهي المدينة المقدسة بما فيها من مشاعر مقدسة عديدة، إضافة للربط الذهني بين المعلم والمسجد الحرام والمتمثل في قربها منه. وزاد الدهاس حدت ساعة مكةالمكرمة من تكهنات القبلة فيما يخص نطاق مكةالمكرمة والأحياء التي يمكن أن تشاهد منها الساعة، وبناء على الساعة غيرت بعض المساجد في مكة وجهتها. يذكر أن ساعة مكةالمكرمة أكبر ساعة برج في العالم نظرا لقطر واجهتها الذي يزيد على 40 مترا، وارتفاعها أكثر من 400 متر عن مستوى الأرض، ويمكن رؤية الساعة من جميع أحياء مكةالمكرمة وذلك من على بعد يزيد عن ثمانية كيلو مترات، يبلغ الارتفاع الإجمالي لبرج ساعة مكة 601 متر فيما يصل ارتفاع الساعة من قاعدتها إلى أعلى نقطة في قمة الهلال 251 مترا، وبذلك تمثل الساعة إضافة جمالية متميزة لمعالم مكةالمكرمة. وتتكون ساعة مكة من أربع واجهات يبلغ حجم الواجهتين الأمامية والخلفية 43 مترا في 43 مترا فيما يبلغ حجم الواجهتين الجانبيتين حوالى 43 مترا في 39 مترا، ويمكن رؤية أكبر لفظ تكبير (الله أكبر) في العالم فوق الساعة حيث يصل طول حرف الألف في كلمة لفظ الجلالة الله إلى أكثر من 23 مترا ويبلغ قطر الهلال 23 مترا وهو بذلك أكبر هلال جرى صنعه حتى الآن. يمكن رؤية لفظ الشهادتين (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فوق الواجهتين الجانبيتين للساعة، وتتكون الساعة المصممة على الطراز الإسلامي طبقا لأدق معايير السلامة من مستوى قاعدي يحتوي على شرفة للزائرين تقع تحت واجهات الساعة الأربع ويبلغ الوزن الإجمالي لساعة مكة 36 ألف طن. أنشئت ساعة مكة فوق هيكل حديدي يبلغ وزنه 12.000 طن تقريبا، ويتكون الهيكل من 14.000 قطعة فريدة صنعت بشكل متقن ودقيق، ويصل وزن بعض القطع الأثقل وزنا إلى ما يقارب 16 طنا، ويختص ما يزيد عن 250 عاملا مسلما ذوي مهارات عالية في أعمال الحديد بلحام أجزاء الهيكل الحديدي على ارتفاع يبلغ حوالى 600 متر. صنعت محركات الساعة وطورت من قبل صانع رائد في مجال صناعة ساعات الأبراج حيث يبلغ وزن كل محرك، ما يزيد عن 21 طنا، وعلى هذا النحو فإن محركات ساعة مكة هي أكبر وأثقل المحركات التي جرى صنعها حتى الآن. يستخدم نظام الإضاءة مليوني مصباح من نوع «إل إي دي» لإضاءة ساعة مكة ليلا، لصيانة المصابيح والأجزاء الأخرى لواجهة الساعة، أنشئت ممرات في الهيكل الحديدي لواجهة الساعة، فيما تعمل 20 مانعة صواعق تمتد بشكل آلي و 800 ذراع ثابت، على حماية الساعة والمصابيح من صعقات البرق.