أن تتغير حالتك طوال اليوم لمجرد سؤال واحد وجهه إليك أحدهم؛ بغض النظر ما إذا كنت أجبت على السؤال أو تهربت منه؛ وقد يستمر الحال لليوم التالي وتكون أمام خيارات عدة كأن تؤهل نفسك ليوم جديد أو تستأنف حالتك بالأمس أو تهرب بأي طريقة! فيظل رنين السؤال كهاجس لا يمكن التخلص أو التملص منه! يكدر صفو حياتنا و كأننا لم نكن بسلام مع أنفسنا قبل السؤال مثل أن تسأل الفتاة لماذا لم تتزوجي بعد؟ أو يسأل الشاب : لماذا لم تتزوج بعد ؟ أو لماذا لم ترزقوا بأطفال بعد؟ أو لماذا لم تحصل على وظيفة مناسبة بعد؟ و الكثير من هذا النوع من الأسئلة! والعجيب أن من يسألك هذا النوع من الأسئلة غالبا يسأل للسؤال فقط دون أن يهمه أمرك فعلا وحتى إن كان أمرك يهمه فهو أخطأ في أسلوب السؤال. والأكثر عجبا من هذا أن الغالبية التي توجه لديهم مثل تلك الأسئلة يحزنون؟ واتساءل؛ لماذا نقلق أو نكتئب وكأننا اخترنا بأنفسنا مايحصل لنا! فالفتاة تسأل نفسها بعد أن رموا السؤال في رأسها (لماذا لم أتزوج بعد) وتبدأ تفكر (يبدوا أنني لست جميلة وأقل حظا من باقي الفتيات)! ويسأل الشاب نفسه لماذا لم أستطع الزواج بعد؟ (يبدو أنني فاشل في حياتي) وتستمر هذه التساؤلات الداخلية دون أن تجد مرفأ يهدؤها من هدير الأمواج المتلاطمة! وينسون أن الأسباب التي نبذلها لنصل إلى ما نريد نحن أو ما يريد الناس لا تكفي، فهناك مسبب الأسباب وهو من بيده ملكوت كل شيء سبحانه، وإذا أراد لأمر أن يتم قال له كن فيكون فكل جهود المرء لن تجد نفعا ما لم يكتب الله لها أن تتم. هل من المعقول أن ننسى إيماننا بالله و اعتقادنا السليم بأنه دائما ما يختار لنا الأفضل وحسن ظننا به من أجل سؤال عابر من أحدهم لا يسمن ولا يغني من جوع. فالناس ستظل تسأل دائما عن أمور تخصنا دون أن تمل و ليس أمامنا إلا أن نواجههم بإيماننا العميق ونعرف كيف نجيبهم دون أن نؤذي أنفسنا أو نسمح لهم بإيذائنا. فلو ظل أحدنا يسير خلف أسئلة الناس ودار في فلكها فلا هو الذي عاش سليم القلب والنفس ولا هو الذي استراح في حياته. يقول باولو كويلو في مخطوطة وجدت في (عكرا) : " خسارة أي شيء اعتقدنا أننا امتلكناه ستحمل إلينا لحظات من التعاسة لكن مع زوال هذه اللحظات سنكتشف أن القوة المنتشرة داخل كل منا هي قوة ستفاجئنا وتزيد من احترامنا لذواتنا؛ أولئك الذين لا يفلحون في إدراك قوتهم الداخلية سيقولون لقد خسرت وسيحزنون. وسيسمحون لأنفسهم بأن يذرفوا بعض الدموع لكنهم لن يشعروا بالأسى تجاه أنفسهم هم عارفون بأن الأمر وقفة وأنهم الآن أمام عقبة ؛ هم مدركون أنهم متوترون أنهم خائفون وعلى الرغم من الخوف لا يزال إيمانهم نابضا في أرواحهم يحفزهم للمضي قدما "