كنت حينها في السنة الأخيرة من الجامعة وحضرت ورشة عمل في مجالات التوظيف وكيفية كتابة سيرة ذاتية و اجراء المقابلة الشخصية قالت المحاضرة : إن كلمة لا أدري تزعجها كثيراً من قبل الطالبات فلا تكاد تسألهن عن شيءٍ حتى تكون الإجابة : لا أدري وإنها تفضل قول أي شيء عدا هذه الكلمة المنتشرة بشدة بين الناس والتي تؤكد الجهل الكبير المنتشر وكنت أتساءل حينها : ما إذا كنت حقاً أجهل الأمر ولا أعلم عنه ! فهل يجدر بي أن أقول فيما لا أعلم لا أعلم !؟ أو أن أقوم بدور المتفلسفة العالمة بكل شيء ! كما يفعل بعض الناس تجده لا يحيط بكل العلم ومع ذلك يرغم أنفه في ما يعلم وما لا يعلم ! وهذا يذكرني مؤخراً بكثرة برامج الإفتاء الديني في قنوات كثيرة وأصحابها ليسوا من أهل الإفتاء المختصين ! بل صار كل شيخ سواء كان علمه يؤهله أو لا ، يفتي للناس بسهولة فتجد تناقض الفتاوى تجاه أمر أو مسألة والناس تأخذ الفتوى الأقرب للهوى ! يقول التابعي الجليل محمد بن عجلان-رحمه الله - إذا أخطأ العالم قول : " لا أدري " أصيبت مقاتله ، يعني : إذا ترك العالم قول : لا أدري ، إذا سئل سؤالا لا يعلم جوابه فتكلم في مسألة من العلم لا يعلمها فأخطأ أصيبت مقاتله فعرض نفسه لغضب الله عليه و الاحتقار من الناس له فينبغي لمن سئل عن أمر لا يعرفه أن يقول : لا أدري قالت لي صديقة قديمه : إن أمها كانت تشجعهم على قول لا أدري عندما يسألون ولا يعرفون الجواب وكما تقول أمها : "لا أدري تزيد من قدري "