إن أكثر مايميز الأساطير الأغريقية أن فيها متعة وعمق ..فالأغريق صنعوا آلهتهم وأبطالهم بأنفسهم ومنها يتعلمون ويفهمون ويفكرون ونقلوا هذا معهم للعالم. فالبرغم من عدم صحتها وإيماننا أنها خيال ولا حقيقة لها إلا أن هذا لا يمنع من التعلم منها ومن الأساطير الأغريقية "سيزيف " وهي أسطورة رائعة تحكي أن الآلهة حكمت على الفتى سيزيف رفع حجرٍ إلى قمة الجبل، حتى إذا بلغها ..سارع الحجر تحت السفح .. ويعود الفتى يرفعه إلى مالا نهاية! ويحدث أمر كهذا في حياتنا كأن نمضي في طريق مسدود ونظل نطرق فيه حتى يقع السد دون أن نفقد الأمل وحتما من يملك قدرة كبيرة على الصبر والمتابعة فهو بطل حقيقي. ففي حكاية سيزيف بدلا من أن يبكي سيزيف و يتباكى لعل الآلهة تخفف عنه ظل ينفذ الحكم القاسي بصبر وربما ليغيظ الآلهة أنه لن يستسلم! فقد يستمر البعض في أمر رغم صعوبته ليثبتوا لأولئك الساخرين منه أنهم قادرين على المضي قدماً، فالذين يلاحقون أحلامهم وطموحاتهم وأهدافهم برغبة وإرادة وإدراك سيصلون حتماً حتى لو طال الوقت بهم أو قصر. أما أولئك الذين يسقطون في حياتهم من أول ضربة فلا ظفر لهم في الحياة ! يقول باولو كويلو في مخطوطة وجدت في عكرا عندما سأل تاجرا .. القبطي عن الهزيمة فأجاب : الويل لأولئك الذين لم يتلقوا ضربة يوما ! فلا ظفر لهم في هذه الحياة .