من أجمل المفاجآت هذا الأسبوع هو إطلالة صحيفتنا هذه علينا باسم وشكل جديدين مثيرين للاهتمام والرضا للمتصفح والتجديد من سمات الحياة المتجددة . والواقع إن هذه الإطلالة تنم عن وعي عقلي فني متجلي لدى قيادة وإدارة هذه المطبوعة التي أتمنى لها القمة مكانا وهي بها جديرة وهم يستحقون التصفيق بصدق ، فقط أتمنى منهم منح المنهجية الإعلامية الاهتمام الكامل وبالذات مع الشكل الجديد الأجدر بما أعنيه هنا. مرة أخرى شكرا لمن استخدم عقله لخدمة مجتمعه من خلال صحيفة الرأي وأن يكون المضمون رائعا تبعا لروعة الشكل ، ومرة أخرى أيضا شكرا لمن فكر وشكرا لمن قدّر. ****************************** ليس من عادتي الرجوع لما يؤيد رؤيتي فيما اكتب بما كتبت من قبل وإنما أترك ذلك للإنسان الفطن ولا أحب الأرشيف الفكري أو الورقي واستخدامه وقت الحاجة أو للرد على من لا يفهم أو يعترض على قولي ورأيي لأنني لم أكن كاتب رأي من قبل يوثق ويؤرشف آرائه للعودة لها فيما بعد استشهادا أو تدليلا وإنما أنا صحفي مهني ومحب لثقافة العقل فحسب . وما أكتبه في أحايين كثيرة لم تكن أراء وإنما هي رؤية وهناك فرق بين الرأي والرؤيا فالأول قول ومحاججة والثانية فهم عام من حق العموم قوله ، وأنا وإن كنت قد تخليت هنا علانية عن الكتابة بإعلان رسمي فإنني هنا مرة أخرى قد قررت في داخلي وقلت في نفسي وفيما كتبت وفيما سأكتب إنني سأتخلى عن أسلوبي الكتابي المعهود فما عدت في حاجة للمحاججة ومقارعة الحجج الواهية بالحجج الواعية لأنني تعديت وابتعدت عن المقارعة لأهل الأفكار الفارغة فأنا من الخاصة وهم من العامة وهنا تكون بدون شك الكفة معهم غير متساوية ويكفي هنا ما قلته في آخر مقالة لي بعنوان " كل ما في عسير عسير حتى طريب القدير " ويمكن لمن نسي أن يعود لما قلت لأنني لا أستجرٌ أقوالي وأفكاري ، لكن ما دعاني للعودة للكتابة هنا وربما لمرة واحدة أخرى إذا لم تجري الرياح بما يشتهي الربان هو ما لمسته وعايشته من تفشي وحجم ثقافة العيب الفكري في المكان والشخوص الذين صادفتهم هنا في الطرق وعلى الورق في السنتين الأخيرتين وخصوصا في الشهرين الأخيرين تكلس عقلي فكري ضارب أطنابه في الجماجم وقد أعيتني الحيل في مواجهتها ومواجهة معتنقيها أو ضحاياها وهذه الثقافة هي أشد وطأ على النفس النقية والعقل الواعي من ثقافة العيب الاجتماعي لان العيب الاجتماعي يتم نتيجة خلل ذهني فسيوسكيولوكي ، ومن النادر أن تتكرر تلك الثقافة من فاعلها لأنها نادرة الحدوث ووقفا على الفاعل عادة أما ثقافة العيب الفكري فأنها ثقافة سلوك يومي مُعدي تعم المجتمع أو على أقل تقدير تعم محيط الفاعل ثم تتوسع دائرة التأثر والتأثير السلبي إلى المدى الأبعد وهذه الثقافة تتم نتيجة للتصحر العقلي أو خفوته نتيجة للإصابة بفيروس الجهل المتأصل في العقول المتحجرة حتى لو حملت شهادة السربون ، و هذه الثقافة السلبية تبقي المرء في أدنى القاع دائما ولا يرتقي إلا إلى الأسوأ من خلال جريرة وجريمة مستدامة في حق نفسه والمجتمع لان المرء في هذه الحالة مصاب وناقل لجرثومة الجهل المتحجر وهذا هو الفارق بين العيبين بالرغم من سوؤهما معا . ولربما كان لي عودة مزلزلة قريبا إذا استمرت الجماجم في تدحرجها وتحجرها في الطريق ولم تتزحزح فحتى الذين توسمت فيهم الفهم وجدتهم كأنهم لم يتعلموا فهم لا يفقهون . ****************************** نبض أنتِ .. ياسيدتي . يا مبتغى الناس . من عرب ومن عجمي . ياترنيمة الخافق . يانشوة الذوق. يا أنشودة الزهو . ياقمة الإحساس والقيمة . أنتِ ياسيدتي .. يا نجمة ليل بها الساري يقتدي . رسمتيني على الحروف بالقلمي .. أمشي سويا في دجى الظلمي . أنتِ ياسيدتي . أخذت بيدي .. إلى العلياء في القممي . أمشي الهوينا . بلا خوف ولا وجلي . أنتِ ياسيدتي . منحتيني المناعة غير مكترث . بأي صوت ناعق نفثي . أكان من عربا أ ومن عجمي . أنتِ ياسيدتي . من جهلها الناس. ظلت تلعن الظلمي. و أنتِ ياسيدتي . بلا غروٍ في تفكيري . ولا نقصٍ في تفسيري . أضأتيني ، أضأتي لي . طريق كان يطلبني . أنتِ ياسيدتي . سأعلنها على الملأ . ملكتيني .. ملكتيني . أنتِ ياسيدتي . عشقي . أنتِ ذاتي وتفكيري . أنتِ ياسيدتي . أنتِ الثقافة . سكنتيني . ملكتيني . فارحميني . ودعيني . ****************************** فاصلة: الجاهل يستخدم يده وقدمه والفاهم يستخدم عقله وثقافته .وشتان بينهما . محمد بن علي آل كدم القحطاني