لاينكر احد ابدا ما للواسطة من ابعاد سلبية تلقي بها على المجتمع وايضا على العالم المحيط بها وأول تلك السلبيات هي الاحباط الذي يؤدي الى اخفاء المواهب العديدة التي هي بحاجة الى تبنيها الا اننا نابى ان نكون ممن يتبنون فكر تبني تلك المواهب باختلاف مجالاتها .. دعوني استوضح واوضح لكم مدى عدم تقبلنا للواسطة بدأ من الوسط المحيط بنا.. دعونا نبدأ من الوسط التعليمي وخصوصا التعليم العام ولنفرض فرضا وكمثال لطالب موهوب ويحاول ذلك الطالب ان يجعل من موهبته الظهور وبلاشك بأن المدرس وادارة المدرسة هي المعنية بالدرجة الاولى عن موهبته ولكن دعونا نبحث لمثالنا هذا عن العقبات التي يواجهها هذا الطالب .. نبدأ بالمدرس قد يكون عقبة مثال كأنه مدرس لم يتم تأهيله للأسف كمدرس وهذا للأسف موجود وبكثرة .. وقد يكون العكس ..متبني لفكرة موهبة الطالب في شيء معين وبأمكانه رفع ذلك لإدارة المدرسة. ولكن قد تكون العقبة في ادارة المدرسة في كون مديرها متعجرف ولا يلقي بالاً لأي شيء.. والعكس دعونا نفرض بأن ادارة المدرسة كانت متعاونة ولكن هناك بعض الامور الادارية والمالية التي تحول دون ذلك .. وعلى الاغلب سوف تتوقف موهبة الطالب هنا ويكون على ابواب التخرج من الثانوية على سبيل المثال ثم ينتقل للمستوى الاعلى تعليميا والاكثر مسؤولية . ولتكون الجامعة هي المسؤولة .. ولكن الجامعة كما هي مشغولة بأشياء أخرى وأكبر همها الاول والاخير تطوير الجامعة وهذا حق لها ولكن ترك الطالب آخر اهتماماتها وجعل من اعضاء هيئة التدريس لهم السبق في الامتيازات وجعل الطالب آخر الاهتمامات هو أساس المشكلة نعاني منها أشد المعاناة وهو تهميش الجامعات للمواهب وليست الموهبة متعلقة بالمعدل والتفوق والاشياء الروتينية هناك اشياء يبدع بها الطالب خارج تخصصه فلماذا ثقافة الاقصاء مع وجود الامكانيات .. شي كبير يصدم الواقع بحقيقة التخيل وان لدينا ولدينا ولكن هناك آذان صماء لاتسمع وقد تتصنع عدم السمع .. انا هنا تدرجت تدرجا تدريجيا للفكرة التي أريد ان اصل بها لأذن القارىء بأن لدينا الامكانيات ولله الحمد ولكن المحسوبية وجعل ابناء مدير القسم والادارة والجامعة وودواليك هم من لهم سبق الحصول على هذه المنحة وتبني الفكرة وجعلها واقعية العمل بها من حيث التمويل والنشر وهكذا هي بمثابة هدم للمواهب الاخرى لعل القطاع الخاص اذا عانى من هذه المشكلة لديه ميزة التنقل من قطاع شركة الى اخرى وهذه ميزة بحد ذاتها ولكن المشكلة ليس لها حل في القطاعات العامة للدولة مالحل اذا!