وضع العرب قضيتهم الأساسية "فلسطين" على الرف، وانشغلوا بمنابر الشيطان، وأبواق النحل والمذاهب، وتفرقوا شيعا وكمل "الرصة" إعلام منحاز لأقصى اليسار، يسكب الزيت على النار، ويتراقص مهنيا على الجثث. شارفنا على التفرق والشتات بضعا وسبعين فرقة، وأصبح حالنا لا يسر عدوّا ولا صديقا. تبايعنا العينة، وأخذنا بأذناب البقر، لذا لزمنا مذلة من الله، وأصبحنا في مهب الريح، بين سكاكين حادة وسيارات مفخخة، وسفك دماء، وفجور "مالكي العراق"، وزمرة جار السوء من "حوثيين وحزب الله"، وانتشر الظلم والذل والتخوين والكراهية بين العرب. بأية حال استقبل العرب العيد "بحال المحبين السعداء أم بحال المتنبي مع كافور الإخشيدي"؟، هل نستقبل العيد بالثياب الجديدة والحلوى أم بالسكاكين وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق؟. حتى عندما استقبلنا العيد في وطننا السعودي بالأمن والرخاء والاستقرار والحلوى وما لذ وطاب، إلا إن أشقاءنا في "غزة" وقضيتنا الكبرى "فلسطين" تفسد علينا فرحة العيد، بسبب هذه الشيع والنحل التي تفسد حياتنا، فلكل منهم حججه الواهية، ولكل منهم قبلة هو موليها بدعم من جار السوء الذي يسره ضياع وتشتت العرب ودمار حضارتهم، وبعثرة استقرارهم، وبوسائط عربية – عربية للأسف. طل علينا عيد الفطر المبارك ونحن كعرب في ذيل قائمة القيمة الأممية؛ لأننا ارتضينا ذلك بالربا وعقود الباطن والظلم والفجور وتصدير الكراهية وتعذيب الأنفس وإذلال الإنسان؛ ولأن بعضنا ارتضى التبعية لجار السوء، وأصبح أداة للتخريب ونشر "الفوضى الخلاقة" كما يقول مسوقوها. عند بوابة العيد وقفنا على مشارف المدن العربية البائسة، نسير في جنازة "فلسطين" طوابير طويلة، نحمل الثياب الجديدة والحلوى لعيد غاب عنا طويلا، وطوابير أخرى وقفت بالسكاكين والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة لعيد قضية وهمية، لقد وضعنا "فلسطين" على الرف، وحمل الفلسطيني كفنه على راحتيه، فبأي عيد نواجه الأجيال المقبلة؟!