رجاء رجاء أوقفوا ترديد بيت المتنبي: بأية حال عدت يا عيد، فقد مللنا تكراره في أمة تتفجر فيها السيارات المفخخة لتقتل المئات يوم العيد. تصاب الأمة، أي أمة، بالسماجة شعرا ونثرا وحياة حين لا يكون لكل (منتوجاتها) معنى يدل على أنها تتغير أو تكون، على الأقل، بصدد نية التغيير. ويصبح ماؤها غورا، أي منقطعا ذاهبا لا تناله الأيدي ولا الدلاء ولا الأماني المرسلة مع بيت المتنبي الذي قاله ذات زمن عربي أفضل من زماننا. نحن في هذا الزمن، وهذه بكائيتي لعيدكم السعيد المجيد، جعلنا من كل حارة عربية أمة، ومن كل شارع عربي طريقا للهلاك وقلة الحيلة، ومن كل إنسان عربي مشروعا جاهزا للنسف من جاره العربي، ثم نعود لنصطف من جديد، إلى عيد قادم، خلف نصوص رائجة مفرغة من مضامينها الحقيقية، إلى درجة أننا نكاد نكره قصائد العيد كما كرهنا أنفسنا وفجرناها عن سابق تصميم وترصد.!! بيت شعركم الجديد، بعيدا عن المتنبي ورئيسه الإخشيدي، هو: «إنسوا العيد العربي...»، وعليكم أنتم اجتراح صدر وعجر البيت الجديد على أي بحر من البحور، فالبحور سواء حين يُخالطها الدم ويُسورها التخلف وتُصبح مراكبها خزائن ذخيرة ترسو في شواطئكم. ليس عيدكم سوى غمامة سوداء تظلل بؤسكم وشقاءكم وشرور أعمالكم.. ولستم، في هذا الزمان، أمة تستحق هدايا العيد السعيد. السعادة مشروطة بالعزة ومشفوعة بالتقدم ومفعمة بالحضور الكبير بين الأمم، فهل لكم من هذا نصيب أم أنكم حسبتم العيد ثوبا نظيفا وياقة جديدة وأواني فاخرة.؟! هذا عيد العجائز والمترفات من النساء، وهو عيدنا اليوم وغدا أما عيد (النشامى) فقد ولى إلى حين.. أو إلى أن يظهر بيت حقيقي جديد يمحو بيت المتنبي الشهير!! @ma_alosaimi