لكل مجتمع لغه ولا يمكن فهم أي مجتمع إلا بفهم لغته كي يستطيع الآخر التعامل مع المخاطب بطريقة سلسة مفهومة ..فالحديث يكون بحسب الحال التي عليها المتحدث ، ولكن مايهمنا هو بعض الإيحاءات غير المقبولة مثل : رفع الصوت..الصراخ..اللعن ..بعض الكلمات البذيئة التي لا معنى لها ..ماذا نسمي هذا كله ؟ هل هذا أفضل أسلوب للتحاور ؟هل نسمي هذا أسلوبا أخويا ؟ لا أبدا وذلك بعيد كل البعد عن أن نسمي هذا أسلوب حوار أو تفاهم . فلنرتقي بأخلاقنا وبألسنتنا في حديثنا مع الأخرين ونأخذ ولو بقليل من أخلاق حبيبنا عليه أفضل الصلاة والسلام عندما يتكلم مع أصحابه أو حتى ألد أعدائه ..فقد كان أعداؤه ينثرون الشوك في طريقه ..ويرمونه بالحجارة ..ويستهزئون به ..ويكذبونه فيما يقول ..ويلقبونه بألقاب بذيئة ..ومع ذلك كان يعاملهم و يحاورهم بأفضل وأجمل الأساليب وكأنهم لم يفعلوا له شيئا .الله أكبر ..ياله من معلم .هنا الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيفية المعاملة مع من لا يحترم الآخر ، يعلمنا بأن نعامله معاملة راقية وعالية وليس كمعاملته لنا ، نعم ..بالكلمة الطيبة والأخلاق العالية تكسب قلوب اﻵخرين ، والجميع سيحبونك وسيتقربون منك حبا في أخلاقك وطريقة أسلوبك في الحديث . هذا مع عامة الناس فكيف طريقة حوارك مع والديك و أصدقائك ..وأحبابك ؟! الكلام الطيب أغصان تعانق السماء فلا تبخل على الناس من اليوم بالكلمة الحلوة الطيبة قال عزوجل ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) ..يجب أن يكون لدينا أسلوب إيجابي للحوار يجب أن نرفع هذا الشعار ويكون " أخلاقنا .. أخلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " نريد أن تكون أخلاقنا راقية وعالية مع من نتحدث معه ، مع كبير أو صغير مع كل الناس وخاصة مع الخدم وعمال النظافة فهم ينجرحون كثيرا من بعض الكلمات البذيئة التي تقال لهم أو المعاملة السيئة التي يعاملون بها نريد هذا العالم أن يأخذ فكرة حسنة عنا نحن المسلمين المؤمنين المتحلين بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ..هناك الكثير الكثير من الأداب التي علمنا بها عليه الصلاة والسلام والتي يجب أن نطبقها في حياتنا ويجب أن نعلمها لﻷجيال القادمة ..كيف كان صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته وأبناءه وأصحابه والأطفال والخدم نحن نفتقد - أحيانا - مثل هذه الأخلاق ..( يقول أنس بن مالك رضي الله عنه : خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط وما قال لشئ صنعته لما صنعته ولالشئ تركته لما تركته )ويقول عليه الصلاة والسلام في حديث ما معناه : أقربكم مني منزلا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا . الإنسان أخلاق فإن غابت الأخلاق لم يبق منه شيء ...نعم نحن لا نريد من هذه الدنيا إلا الذكر الحسن.. ﻷنك لو ذهبت روحك إلى الباري جل في علاه لم يبق إلا ذكرك الطيب بين الناس سيذكرون أخلاقك وتعاملك وأسلوبك معهم .. أتمنى أن لا تتغير أخلاقنا أو ألفاظنا بتغير مواقعنا أو مناصبنا ، وأن لا تتأثر بمتغيرات هذا الزمن ، فقد كثرت الأقاويل وتغيرت اللهجات وقلبت المعاني إلى عكسها .. أسأل الله أن يحفظ ألسنتنا من الفحش والسخط والسب والشتم وأن يدلنا إلى كل خير من القول والعمل .إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير .. وصلى الله على نبينا محمد ..