قال الله سبحانه وتعالى: ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) (النساء:69) ومن هذه الطاعات أن نحب الآخرين ( في الله ) بدون تحديد هوياتهم أو أجناسهم أو قبائلهم وعائلاتهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ". وقال ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار). إذا فان المقياس هو المحبة لله وفي الله. ومن هنا فان حبك لأخيك دون مصلحة دنيوية أو انتماءات قبلية طريق الى الجنة وأن ألشحناء و البغضاء والهجر، معوقات واضحة لدخول ألجنة فعلى قدر حبنا للجنة، يحب بعضنا البعض، وعلى قدر اشتياقنا للجنة يغفر بعضنا لبعض كما قال صلى الله عليه وسلم قال: "هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا ِبرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بِيْنَهُمْ وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطُونَهَا، فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ، وِإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ". وللمتحابين في الله ثمرات في الدنيا والآخرة منها : 1) محبة الله تعالى لهم. 2) أحبهما إلى الله أشدّهما حبا لصاحبه. 3) الكرامة من الله . 4) الاستظلال في ظلّ عرش الرحمن. 5) وجد طعم الإيمان. 6) وجد حلاوة الإيمان. 7) استكمال الإيمان. 8) دخول الجنة. 9) قربهم من الله تعالى و مجلسهم منه يوم القيامة. 10) وجوههم نورا يوم القيامة . 11) لهم منابر من لؤلؤ. 12) لهم منابر من نور . 13) يغبطهم الأنبياء و الشهداء يوم القيامة. 14) تسميتهم بأولياء الله . 15) انتفاء الخوف و الحزن عنهم يوم القيامة . 16) أنّ المرء بمحبته لأهل الخير لصلاحهم و استقامتهم يلتحق بهم و يصل إلى مراتبهم ، و إن لم يكن عمله بالغ مبلغهم . وعند التفكر في نهجه صلى الله عليه وسلم في التآخي بين القبائل المتنازعة في الجزيرة العربية واعتصامها بروابط الأيمان لوجدنا مسلكا" يحتاجه الناس في هذا العصر أكثر من قبل فانظر الى (الأوس والخزرج - قحطانيون من اليمن) ، (وقريش - عدنانيون من مكة) ، يجتمعون تحت لواء الإسلام فأقاموا دولة الإسلام في جميع أنحاء العالم ولم تتحكم فيهم انتماءاتهم القبلية بعدما وجدوا حلاوة التآخي والمحبة في الله . وفي الآونة الأخيرة طغى الانتماء القبلي والانتماء الاسري على حساب الانتماء الديني فترى البعض ممكن ان يسيء الى اخ مسلم من قبيلة أخرى وقد يأخذ شيئا" من حقوقه من أجل أن ينصر ابن قبيلته التي لن تنقذه من نار جهنم في يوم لا ينفع مال ولا بنون. وممكن أن يخسر أموالا" طائلة في سبيل نصرة القبيلة ولا يقدم شيئا" ولو قليلا لنصرة الإسلام وإغاثة المسلمين في أي مكان في العالم اخواني ان طاعة الله ورسوله في كل أمر من امور الدين هي الدليل الرشيد والطريق الهادي الى سواء السبيل... اني لنفسي ولكم من الناصحين والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين