عندما تبلغ من العمر عتيا فان نظرة الطرف الاخر لك تختلف من شخص الى اخر ... فالبعض يراك اصبحت عالة على المجتمع ، والبعض ينظر اليك بان لديك ما قد يحتاجه وعليه الاحتفاظ بعلاقته معك ليحصل على مبتغاه منك عند الحاجة، والبعض يراك كبرت ولن تنسجم مع التجدد الذي يعيشه مع الأجيال الجديدة. ..... ومع هذه التيارات الجارفة ، وتزايد سنين عمرك، وتقمص افراد المجتمع ادوار تمثيلية عليك بأيحاءاتهم المتكرره بانك محل تقديرهم ، فانك تحتاج الى من يحبك بصدق ويلطف بك سواء في الأقوال او في الافعال وتحتاج ايضا الى شيء يؤنسك ويحسسك بلمسات الحب الشديد ويحتضن شيخوختك ليجعل منك اصغر سنا مما يضنه الاخرون ، انه ( احساس الوالدين ) الذي لايشعر به الا من يعيش لحظاته ولا يعرفه ولايفهم ترجمة معاني حروفه من فقده ابدا لان ( فاقد الشيء لايعطيه ). هذا الشعور الذي يجعلك تزداد قيمة كلما اقتربت منهما وتزداد شوقا الى اللقاء كلما تأخرت عليهما ، يدللونك ويخافون عليك في غيابك وكأنك لم تبلغ من السن مابلغت . وبهذا تزداد حياتك جمالا وهناءً. قد لايخفاك عظم اجر برهما ولكن قد يخفاك انك قد تهملهما في زحمة الحياة. ومن هنا اقول بأنهما ليس الاحق بالصحبة فقط كما قال صلى الله عليه وسلم بل احق ايضا بأن نعش في كنفيهما ماتبقى من الحياة . ولمن كان بعيدا عنهما فان قضاء اجازة العيد معهما هو أقل حق من حقوقهما . لنتزود من عطاءهما السخي الذي لاينضب مهما جفت ينابيع الحياة. وكل عام وانتم بخير