حالة يسقط فيها البعض سواء كان بقصد أو بغير قصد , حتى يسحبوا الأنظار لتتجه اليهم ويتحدث الآخرون عنهم وعن أفعالهم تارة وعن حياتهم ومعيشتهم تارة أخرى ... حيث أننا توجهنا في مناسباتنا البسيطة الى التكلف الزائد وقد نخسر أشياء كثيرة في سبيل ان نظهر بمظهر جميل أمام الآخرين. لا نلبس اللبس الجميل والنظيف من الملابس فقط بل الماركات العالمية ونحاول اظهار علامة الماركة حتى يعلمون اننا لسنا بأقل بل أفضل منهم وللأسف قد لا نملك قيمة غسيلها في مغسلة الملابس. ندعو في مناسباتنا كل من هب ودب ونعلن ذلك في المواقع الإلكترونية والصحف ثم نستأجر أفخر القصور ونقيم احتفالنا البهيج في حضور نساء عاريات وغناء صاخب وتبذير زائد في الوليمة وقد نكون اسرى لديون سابقة وديون لاحقة بسبب هذا الاحتفال. نستأجر سيارة فارهة ونوقفها أمام الناس لنقل العروس من القصر الى الفندق المخصص لأقامتها وفي اليوم التالي نركبها داتسون غمارة واحدة. تتحول محلات التجميل في الأجازات الى خلايا نشطة وقد يطول بالنساء الأنتظار الى أنصاف الليالي ليتم تغيير هيئتهم المعتادة الى هيئة جديدة ( نيو لوك ) وبمبالغ خيالية ولك ان تتخيل هل بالإمكان ان تفعل ذلك على أي لبس – لقد تم تصميم فستانها الذي ستلبسه مرة واحدة فقط لدى المصمم الفلاني وبالقيمة الفلانية – وزوجها لا يملك ايجار منزله .. نتوجه بالعائلة الكريمة الى أفضل الدول مصيفا ونعلن ذلك للناس وقد نكون بعنا شيئا من أملاكنا الهامة سواء السيارة أو الأرض المخصصة لبناء منزل المستقبل. أخواني الكرام عندما نملك المال فإننا محاسبين من الله سبحانه وتعالى عن سبل انفاقه وكذلك نسأل أنفسنا هل كل أعمالنا في هذا الخصوص مرضية لله .. ام ان المال أطغانا .. ان ملكناه اسرفنا وبذرناه .. وان لم نملكه أظهرنا للآخرين بأننا نملكه .. فلا فقير اقتنع بفقره ولا غنى خاف الله فيما يملك. وأصبحنا نعيش مجتمع يحب البهرجة والمظاهر الخداعة. يقول الله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ- سورة الأعراف : من الآية 31 روي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ، ما لم يُخالطه إسرافٌ أو مخيلةٌ " ( رواه ابن ماجة ، الحديث رقم 3605 ، ص 601 ) . يقول الشاعر: إذا عصف الغرور برأس غرّ=توهم أن منكبه جناح لكم ودي