عندما نتحدث عن ترشيد الاستهلاك فإننا بحاجة إلى توحيد الأنماط والعادات الاستهلاكية، بحيث يتسم السلوك الاستهلاكي للفرد والأسرة بالتعقل والاتزان والحكمة، فيجب على الفرد أن يستغل حاجاته الأساسية والكمالية حسب احتياجاته بالكميات والنوعيات التي تحقق التوازن، ولا يقصد بترشيد الاستهلاك الحرمان من التمتع بملذات الحياة بقدر ما يقصد بها العمل على تربية النفس وتهذيبها حتى يستطيع الفرد القيام بدوره وبواجبه الاستخلافي في الأرض والدعوة إلى التوسط وعدم الإسراف. قال الله سبحانه وتعالى: {كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}. فالفرد يقتني الكثير من متطلباته الأساسية والكمالية ولا يستهلك منها إلا القليل مما أدى إلى عدم استغلال الموارد الطبيعية التي حباها الله للإنسان مما أدى ذلك إلى تلوث البيئة بشكل عام. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في استخدام المياه أثناء الوضوء، حيث قال الرسول صلى الله عليه و سلم لأحد أصحابه: {لا تسرف وإن كنت على نهرٍ جارٍ}، وبهذا يجب على المسلم تطبيق منهج الوسطية وعدم الإسراف قال الله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}، وقد نادى الغرب بالوسطية ونادوا بالاستخدام الرشيد ونبذ الإسراف، وقد حثنا ديننا على عدم الإسراف، فهو مطلب ديني. فالترشيد معيار لتقدم الدول وتطورها، كما أنه دليل على حضارة الإنسان وثقافته، وبهذا ندعو الفرد والمجتمع بالتحول من مجتمع استهلاكي إلى مجتمع منتج. * أستاذ المحاسبة بجامعة الطائف