يعتقد البعض أن الفساد بمنأى عن حياتنا وما زال البعض يردد بأن كل الأمور على ما يرام! يحدث هذا رغم إقرار إنشاء هيئة لمكافحة الفساد بأمرٍ ملكي تاريخي من ملك الإصلاح الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، ومنذ إنشاء الهيئة ما زال المواطن العادي البسيط ينتظر نتائج ملموسة تنعكس على حياته اليومية جراء آثار الفساد المتراكمة فهل حدث هذا؟ أم ما زالت شوارعنا مليئة بالحفر وأحياؤنا تتحول للمدينة الحالمة فينيسيا عند كل مرة يهطل فيها المطر؟ هل اختفى الفقر رغم وفرة المال لدينا؟ هل قضينا على البطالة؟ هل وصلنا لحالة الرضى التام عن إجراءات التقاضي وسرعة الإجراءات وحماية المرأة والطفل من الإيذاء؟ هل ما زالت الطفلة الصغيرة تستمتع باللعب مع قريناتها أم تتحول بين ليلة وضحاها لصفقة وتتحول عروسا لكهل بهيئة عريس يتزوج قاصرا كل همها اللهو واللعب؟ هل يحصل كل مواطن على قرضه السكني في الوقت المناسب؟ هل تذهب المنح لمن يستحقها فعلا؟ هل جامعاتنا تحتوي كل المتفوقين مباشرة أم تذهب أولوية القبول للأقارب والأحبة من المتنفذين؟ هل مؤسساتنا الوطنية التي تمتلكها الدولة؛ كالكهرباء والخطوط السعودية قامت بواجبها كما يجب وحصلت على الرضى المطلق من المواطن والمسؤول؟ هل نرى الشفافية التي يطالب بها الجميع؟ هل يتعالج المواطن العادي الذي لا يعرف مسؤولا أو واسطة أم نضطر دائما لإشغال القيادة بالبرقيات العاجلة وإدخال ألف شفاعة ووساطة لنعالج جسدا أنهكه المرض؟ بعد كل هذه التساؤلات اتمتم أحيانا بيني وبين نفسي أين ذهبت كل الخطب والمواعظ التي كنا نسمعها في المدرسة والجامع ولِمَ لَم تنعكس على حياتنا فأعود وأقول كافحوا الفساد ولا تنتظروا النزاهة. بسام فتيني