سأكتب لكم عن إمرأة جميلة متزوجة برجل يملك من الصفات الحميدة الكثير الوفاء والولاء والكرم والشجاعة والحمية وهما يعيشان على أرض مباركة خيرها كثير وماءها وفير ، وفجأة وفي غياب زوجها الذي طالما أنهكه الوقت منذ سنون وأتعبه ثقل وحجم الديون .. لُبّستْ بالذهب والألماس وشاهدها جميع الناس وهي متربعة في هودجها تُساق رغم أنفها إلى الفتيان وزواجها من أبناء الجيران . زُوجتْ زواجاً عُرفياً دون رضاها .. صرخت ثم صرخت أنا متزوجة برجل تملّكني بزواج شرعي وهو وفيّ معي منذ عرفته ، ولا أريد إلا هو ، لكن لم يسمعها أحد فكتب الكاتب وشهد الشاهد على هذا الزواج غير الشرعي . عَلِم الزوج بالخبر فقام في دهشة وذهول ماذا أفعل ؟ ماذا أفعل ؟ وهو يردد بيت الشاعر لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى =حتى يُراق على جوانبه الدم فيعود ثانية ماذا أفعل ؟ ماذا أفعل ؟ مرّت الأيام وذات يوم وهو في طريقه وقد إمتلىء بالحقد واخذ الثأر إذ بزوجته أمام عينيه ! فرح فرحاً شديداً بعودتها لكنها لم تكن كما كانت . جسدها مليئاً بالكدمات والجروح فلا ذهب ولا ألماس ، تمنى لو لم يعرفها قط . وقف الزوج في حيرة وهو يردد بيت القصيد السابق كتابته وفجأة إذ بمجموعة من قطّاع الطرق فتقدم إليه زعيمهم ممتطياً ذلك الحصان الأسود ولا يدل على هيئته إنه قاطع طريق فكان لبسه نظيف ، يرتدي عباءةً ( بشتاً ) بيضاء وقال ابتعد أيها الرجل المسكين ثم خطف زوجته من بين يديه ، قال الزوج من أنتم محاولاً الدفاع لكن كان الضعف والفقر والقِل والحاجة واضحة عليه ، جاوب الزعيم نحن علّيّة القوم فلنا الحق فيما ننهب ونسرق رغم أنفك أيها الفقير الصامت . رجع الزوج يصفق كفّيه قهراً على زوجته التى طالما قالت لأبيها وذويها وعشيرتها أجمل عبارات المدح والوفاء والولاء في زوجها . وبعد عدّة أسابيع رجع لمكان الاختطاف وهو يفكر في الانتقام .. كيف ؟ ومتى ؟ وأين ؟ وبينما هو يسير لا حذاء تقيه حرارة الرمضاء ولا تقيه برودة الصحراء إذ بزوجته مرمية على الأرض وقد قُطّعت أطرافها وصارت جثة هامدة ، فصاح وصاح يا ناس .. يا ناس ، سَمِع الناس الصوت فجاءه نفر من الرجال يبدوا عليهم علامات الفقر وقالوا ما بك يا رجل ؟ قال زوجتي مقتولة فساعدوني على دفنها ، قدموا له أحر التعازي في زوجته وسألوه : من أنت أيها الرجل ومن هذه المرأة المقتولة ؟ فأجاب أنا ... الشعب السعودي ...... وهذه ... الميزانية السعودية دمتم .. ودام وطني سالماً ،،،،،،،،،،، مسفر فلاح آل ملفي الحرملي[email protected]