شكر الناس من المبادئ الكريمة لديننا الاسلامي ومن الأخلاق التي حث عليها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( من لا يشكر الناس لا يشكر الله) ومنذ صغرنا ونحن نرى أن الثناء والشكر متداول بكثرة بين الناس على كافة شرائحهم وأطيافهم ونحاول ان نقلدهم في صغرنا وقد يكون في شكرنا آنذاك بعض التعدي او الزيادة الغير محمودة لأننا نقلد الآخرين فقط ... ولكن مع تقدم الانسان في العمر والاحتكاك بالآخرين في الحياة العامة والاستزادة بالعلوم والمعارف جعلنا نميز بين من يستحقون المديح والثناء ومن لا يستحقون............. ولكن ما نراه الآن من تعدي سافر في مديح من لا يستحقون وثناءهم بما ليسوا بأهل له في سبيل الحصول على امر حقير من امور الدنيا ذكرنا بما كنا نعمله أطفالا ولكن الطفل يعذر ومن نراهم اليوم لا يعذرون.............. الصراحة والصدق ليست محصورة على القول والعمل بل حتى على الثناء والشكر للآخرين فمن كذب في مشاعره فقد يكذب في جميع تصرفاته لأنه فرط في أهم شيء يملكه من أحاسيس. ومن فقد لذتها فلا يميز بين المر والحالي في جميع تصرفاته.............. الى متى اخواني الكرام تنزف عيوننا حزنا من المواقف الخجولة لبعض المسئولين تجاه أبناء الوطن ومكتسباته ونرى ان هنالك من ينحني لهم ويتراقص مزهوا بنفسه ليقدم لهم معلقات من الكلمات الرنانة ثناء ومدحا وشكرا . والمشاهد لحال هؤلاء الناعقون لا يستطع تعديلهم لأن نصحهم عيبا ونقص في مقدارهم المتضخم بسرطان الكذب والهوان.............. لقد ذكر لنا التاريخ رجال أعطوا وثابروا وكافحوا في سبيل رفعت الاسلام والمسلمين وسجلت اسماءهم بماء من الذهب وحفظ لهم ذكرهم العطر على مر الأزمان والعصور ولم يحققوا ذلك بالمديح الفاشل بل بأعمالهم الجليلة وقد كانوا يرفضون آنذاك التبجيل والتطبيل لهم.............. انني اطالب الأسوياء من ابناء مجتمعنا الكريم بأن يرفضوا وينبذوا هؤلاء المحتالين على مشاعر الناس وإبعادهم عن الاختلاط بالصادقين في مشاعرهم لأن الاقتداء بهم بدأ يسري في جسد مجتمعنا وقد يؤدي الى وأده حيا والقضاء عليه. ولكم تحياتي وتقديري