أيام قلائل وتعود عجلة المسابقات السعودية للدوران من جديد بمسابقة كأس ولي العهد واستكمال ما تبقى من مباريات دوري زين، ثم ختام الموسم بكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، أي أن الأضواء ستعود من جديد للاعبينا بعد أن انطفأ سراج نجوميتهم في سماء الدوحة واحترقوا ليس كشمعات تحترق لأجل أن تضيء للآخرين دروب المجد، ولكن كأعواد ثقاب صغيرة ليس إلا. يعودون للأضواء والشهرة والتطبيل الإعلامي الذي نفخهم حد الغرور وصنع منهم أبطالاً، وليسوا إلا تماثيل من رمل سرعان ما تهدمت وتلاشت. هذا التناقض بين الواقع والمنتظر منهم، هل يعود إلى اللاعبين أنفسهم وثقافتهم وعدم قدرتهم على استيعاب أن يكونوا مسؤولين؟ ربما لأنهم لم يعتادوا على المساءلة والمحاسبة أو أن ثقافتهم محدودة يرون أن توقيع عقود احترافية ليس إلا زيادة الرصيد البنكي، فيما العقل خاوٍ من أي فكر احترافي يحدد ما للاعب من حقوق وما عليه من واجبات جسام أكبر من مجرد أن يكون لاعباً محترفاً ملتزماً بعقد، لذا تجدهم يتعاملون بفوقية ويرون أنفسهم فوق النقد والملام!، أم أن الشهرة والمال قد وضعاهم في برج عاجي فأصبحوا لا يرون الناس شيئاً ولا يقيمون وزناً لما يقولون حتى وهم يخسرون؟. ويمكن العودة لتصريحات اللاعبين بعد المباريات لتسمعوا ماذا يقول النجوم فما بالك بالناشئة منهم، أم أن العلة الحقيقية في الإعلام المضلل الذي منحهم أكثر مما يستحقون وأسبغ عليهم من الألقاب والمسميات الرنانة ما ناءت به كواهلهم، حتى غدوا طواويس مزهوة تمشي بخيلاء على الأرض. الإعلام شريك في الفشل الأكبر الذي حاق بالكرة السعودية وهو يتعاطى مع الأحداث بمنطق متعصب ضيق الأفق، ويركز على الأندية قبل المنتحب ويتبارى في مدح فلان، لأنه من نادٍ يحبه وجلد الآخر لأنه يكره ناديه، كما أنه يمارس دوراً سلبياً مع اللاعبين بأسلوب المديح والثناء المفرط ومنحهم الألقاب وتشبيههم بالنجوم العالميين، فهذا رونالدو وذلك ميسي وذاك كاكا والآخر صخرة وأسد وعقاب، على رغم أنه لا يملك قيد أنملة مما يملكون من مهارات أو ثقافة واسعة واطلاع، ومن يقرأ مقابلات اللاعبين يرى العجب من ضحالة التفكير وتدني معلومات الكفاية فقط من الثقافة العامة والأحداث الجارية، ومع ذلك غدوا من مشاهير المجتمع ونجوم الطبقة الراقية فيه، ولم لا وقد امتلأت الأرصدة بالمال والعقول بالإطراء والمديح وبعبارة عامية (رفعت بهم الصحافة) حتى اعتقدوا أنه لا أحد يشابههم ولا أحد يجاريهم، لذا عندما جد الجد في كأس آسيا سقطوا تباعاً، فلا رأينا قناصاً ولا زلزالاً ولا مدمرة، بل أشباح تمشي على الأرض. (حدكم الدوري والكأس) يا نجومنا المحليين، تنافسوا فيهما وخذوا من ألقاب الصحافة ما شئتم وانتشوا بها، أما نحن فسننتظر جيلاً آخر ربما يكون في عقولهم قبل أقدامهم «فتح جديد». [email protected]