إن الأمم و الشعوب تفتخر بشبابها الواعي الذي يحرص على بناء مجدها في كافة المجالات و الميادين , و يقدم صورة حضارية مشرقة لهذه الأمم و الشعوب , و إن مملكتنا الغالية لم تال جهودها المتواصلة في دعم فئات المجتمع عامة و الشباب خاصة في كافة المجالات , فأنفقت عليهم الأموال الطائلة لتلبية الحاجات , و تحقيق الرغبات , و قدمت الدعم المعنوي القائم على النصح و التوجيه و الإرشاد بأساليب تربوية لتوجيه المجتمع عامة من المظاهر الخاطئة. وإن من هذه المظاهر الاجتماعية الخاطئة و المخيفة التي تنتشر اليوم بين الشباب غير الواعي عدم التقيد بأنظمة المرور كالسرعة و قطع الإشارات و التفحيط و غيرها , و هذا سلوك غير حضاري يدل على عدم الوعي الاجتماعي , و هذه المظاهر لها عواقب و خيمة وأضرار بالغة بالآخرين و الوطن , و إتلاف الممتلكات ، و لو يدرك من يتجاوز لوائح المرور العواقب الوخيمة , و أنه يحمل حتفه بين يديه لارتدع واتعظ , و قد نهى الله عن قتل النفوس البريئة , قال تعالى : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) 195, البقرة . وإنك لتعجب أخي الكريم من هذا الشباب غير الواعي كيف يرى ما يحصل أمامه من السلوكيات السيئة , و ما خلفت وراءها من أحداث مروعة روعت الفؤاد و هزت المشاعر, و أضرت النفوس و أبكت المدامع , و لا يرعوي ذلك الشباب , بل يتمادى في المغامرة والتهور ! و يعدها هذا السلوك الخاطئ رياضة و هواية , أو يحاول التنفيس عن أمراضه النفسية في الحياة ,و يخاطر بنفسه ,و يعتبر هذا السلوك الخاطئ طريقا للشهرة و الظهور , و هي طريق إلى الهلاك و الضياع ,و يضر نفسه والآخرين , و يتشبث بمصرعه بيديه, , و لا يبالي بالعواقب الوخيمة لتلك الظواهر السيئة على الأفراد والأسر و المجتمع , حيث قطفت زهوراً في ريعان الشباب , وأودعنهم في غياهب اللحود والتراب، وذبلت زهور و طال بقاؤها في المستشفيات ما بين الأمراض العضوية و النفسية و العقلي وتحولت حال أسرهم من الأفراح إلى الهموم والأتراح، لذلك ينبغي على الجميع من رجالات أمن و آباء ورجالات تربية و تعليم أو إعلام و غيرهم توجيه المجتمع عامة و الشباب خاصة إلى السلوك المحمود , و غرس المبادئ الفاضلة فيهم , و تحذيرهم من السلوك الخاطئ عن طريق التوجيه و الإرشاد , و حثهم على التقيد بأنظمة المرور , و التي ذهب ضحيتها الكثير و الكثير من فئات المجتمع الذين أهملوا قوانين المرور . أ عبدا لعزيز السلامة / أوثال