"الحج أشهر معلومات" قال تعالى :" وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق" مع اقتراب شهر الحج ، وقبل أن يلوح نوره ، أتوجه إليكم بهذه الكلمات ، وما هي إلا نبضات أحملها لكم من قلبي ، عساها أن تلامس قلوبكم المؤمنة التي حنت إلى الحج وتاقت اليه,,إن حجك لله هو سفر إلى الله وحده دون سواه ، وهوانتقال إلى بقعة هي من أحب بقاع الأرض إلى رب الأرض والسموات .. ، فتلك البقاع الطاهرة ؟ ابتداءً من بيته المعظم مهد التوحيد وحصنه ، أول بقعة وضعت في الأرض ليُتعبد فيها الركّع السجود لرب العالمين والتي مهدها إبراهيم الخليل عليه السلام إلى المشاعر المقدسة منى وعرفات ومزدلفة,إن الحج موسم وعبادة من أجل العبادات ، وقربة من أعظم القربات ، تصفو فيه النفوس ، وتحلق فيه الأرواح ،تهفو بقلبك وروحك إلى الله مخلفأً وراءك جواذب الحياة المادية مقبلا إلى ماعند الله من النعيم .. فليكن لهذا اللقاء تعظيما ورهبة في قلبك قبل المسير إليه ، وتخيل لو أنك مسافراً إلى والدك في ديار بعيدة وهو بشوق إليك وانت بشوق إليه كم سيطير قلبك ، وتحلق روحك فرحاً لذلك اللقاء ، وماذا ستحمل له من هدايا تبهج نفسه ، بل ستعد الأيام عداً لرؤيته ، وكم ستغمرك السعادة عند لقائه,ولله المثل الأعلى إنك آيها المسلم مسافر إلى العزيز الرحيم الذي خص لنا هذا اللقاء بفضله ، لقاء مع ملك الملوك ، لا أجل ،ولا أعظم ، ولا أسمى من هذا اللقاء إلا جنة عرضها السموات والأرض .. أياما معدودات في رحابه تعيش ، وتحت ظلال رحمته تتنعم، تغتسل فيها من أدران الذنوب .. لكل يوم طعم خاص ولذة متميزة لاتساويها لذة ، ونعيم لايعدله نعيم ، أيام سماها الله معدودات يغمرك الكريم سبحانه بفضله ومنته وكرمه ، يباهي الله بك وبحجاج بيته ملائكته الكرام ، فأي فضل ، وأي منه ، وأي كرم هذا ، يتكرم به عليك -سبحانه- فما أعظمه من شرف ، وما أرفعه من تكريم !,, .......... إن هذا الركن العظيم تمحى به الخطاياوالآثام قال الله تعالى:"الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولافسوق ولاجدال في الحج" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حج فلم يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ رجع من ذنوبه كيومَ ولدته أمه أخرجه البخاري ومسلموفي رواية للترمذي : ( غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه ) . صححه الألباني في صحيح الترمذي وَلَمْ يَفْسُقْ ) أَيْ لَمْ يَأْتِ بِسَيِّئَةٍ وَلا مَعْصِيَةٍ . وَمَعْنَى ( كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمّه ) : أَيْ بِغَيْرِ ذَنْب . فالله الله بتعظيم شعائر الله لأنها من تقوى القلوب , وعليك آيها المسلم الاقتداء بمنهج نبينا الكريم واقتفاء اثره في جميع مناسك الحج . وفقنا الله وإياكم إلى أحسن الأقوال والأعمال, اللهم آتِ نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إنا نسألك زيادة في الدين وبركة في العمروصحة في الجسدوسعة في الرزق وتوبة قبل الموت وشهادة عند الموت ومغفرة بعد الموت وعفوا عند الحساب وأمانا من العذاب ونصيبا من الجنةوارزقنا النظر إلى وجهك الكريم وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. حياة القحطاني..