متى نعيش بدون جيرة لا يخفى علينا جميع ما يتداوله الجميع هذه الأيام في المجالس بعد الأمر الكريم من لدن امير منطقة عسير بمنع الجيرة – ولعلي اصنف الجميع الى ثلاثة اصناف: الصنف الأول ( مؤيد بدون شروط ). الصنف الثاني ( يرفض الفكرة اصلا والعمل بها ) كونها عادة من عادات القبيلة المحمودة وحفظت الدماء والأنفس لقرون مضت. الصنف الثالث ( مؤيد ولكن بشروط تحفظ للجميع حقوقهم ) ولعلي ادلي بما لدي في هذا المجال وأسأل الله ان ينفع بما نقول. متى نعيش بدون جيرة : 1- عندما تتوفر المعرفة والتأصيل ( الشرعي ) بأن الجيرة مخالفة للشرع المطهر. وهنا نرغب من المشائخ الفضلاء الذين يعيشون في المنطقة ويعرفون عاداتها ومدى ماتعانيه من تبعات لهذا الأمر في اصدار رؤية واحدة مستندة الى الدليل الشرعي الصريح ونشرها لدى اكبر عدد من ابناء المنطقة . وانني متفائل كثيرا بأن الجميع سيستجيب لهذا الأمر بعد التوضيح الشرعي لأن أبناء هذه المنطقة مزروع فيهم حب الدين والانقياد اليه اكثر من العادات القبلية متى ما وضح لهم الأمر وكان جليا. وفي هذا المقام أرغب من الجميع الأطلاع على ماقدمه : - الشيخ/علي بن عايض بن سعد بن فردان وكتابه: عادات القبائل ومافيها من مخالفات - الشيخ/ ناصر بن عايض بن دريس وكتابه: القوانين القبلية في جنايات الدماء - الشيخ الدكتور/سعيد بن علي بن وهف وكتابه: الأعراف والعادات القبلية المخالفةللشريعة الإسلامية وكتابه الآخر : الطاغوت - الحكمبالقوانين الوضعية، والأعراف، والعادات الجاهلية القبلية في ضوء الكتاب، والسنة،وآثار الصحابة رضي الله عنهم. ويحضرني الآن ماقام به المسلمون في عهد الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) عندما نزلت آية تحريم الخمر - كيف تجاوبوا مباشرة مع الأمر الكريم من رب العالمين وبالرغم ان في الخمر منافع للناس (" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا..." (البقرة..219) وأخيراً كانت الآية الحاسمة التي حسمت موضوع الخمر وقطعت دابر تلك العادة الذميمة والسلوك المريض ، فقال العزيز الحكيم جل جلاله في محكم تنزيله:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ المائدة وهنا انتهوا وتجاوبوا للأمر الحكيم من رب العالمين ولم يقولوا بأن فيها خير ومنافع للناس بل طلبوا الجنان وما فيها بدلا من الأوطان ومن يعيش فيها ولكن البعض سيبقى متقيدا بأحكام الجاهلية كما قال تعالى : ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ (المائدة: 50). 2- عندما يتوفر الأمن القوي والحماية التامة للمتهم وأقاربه. وهذا ما لا حضناه وهو الارتخاء الأمني في قضايا كثيرة فنرى ونسمع عن من قام بالاعتداء على خصمه لدى المراكز الأمنية ولم توفر الحماية الدقيقة للمتهم من خصمه فكيف يكون الحال بمن هم في منازلهم وبعيدا عن الحماية الامنية – لذا فانني اطالب كل مسئول يرغب في تطبيق هذا الأمر الكريم بأن يراعي هذه المسألة ويسعى لتوفير الأمن والأمان للمتهم وأقاربه عند ثوران الغضب وتهيئة الجميع للأستجابة للعقل وتجنب ما لا يحمد عقباه. 3- عندما يرغب كبار القوم ذلك. وهو التثقيف والتأثير على العراف والمشائخ والنواب بعواقب عدم الاستجابة لهذا الأمر الكريم على مجتمعهم وعلى أنفسهم في الدنيا والآخرة وما سيجنونه جميعا من فوائد عند تحقيق هذا المطلب. 4- عندما يكون لدى الشيخ والنائب القدرة على ابناء القبيلة. وهنا اطالب كل ذي لب بايجاد الآلية المناسبة حتى يكون لدى هذا المسئول القدرة التامة في التأثير على ابناء قبيلته 5- عندما يحاسب مخالف أوامر منع الجيرة ويشهر به. 6- عند اشاعة روح التسامح بين ابناء المجتمع. للجميع ودي