جرحنا مشاعرها واحرجناها ! في الحقيقة اني لا احب الحديث عن السياسة ولا الخوض فيها لكن في بعض الأحيان يجبرك موقفا او حدث ما أن تقحم نفسك وتصبح سياسيا ولو للحظات وان كانت السياسة اسم خطير ينبغي على كل من اراد الحديث عنها أن يكون حذرا للغاية, هذا لمن اراد السلامة. وبما اني اجبر احيانا للحديث عن السياسة ,فاليكم هذه المشاركة السياسية لكنها خارج الحدود . يقول الخبر :" طيار مصري يحرج السفيرة الأمريكية بالقاهرة ويرفض صعودها الطائرة" هذا الطيار "قدع" وحر ومطنوخ كما تحلو هذه الصفة لبعض من العربان , اقول بان هذا الطيار قام بتصرف في نظري انه قمة في الشجاعة ولن اتفنن في سرد جمل الشكر والثناء له فقد قام بفعل يحمد عليه و... . لكن سوف انظر الى الحدث من زوايا اخرى اليكموها: 1- سعادة السفيرة الامريكية لديها علم بموع الرحلة ,وقت الحضور و وقت الاقلاع , وبما ان وقت الحضور فيه مرونة بالنسبة للسياسيين فلا مانع من ذلك اما موعد الاقلاع فلا. 2- سعادة السفيرة ارادت – والعلم عند الله ان تطبق مقولة متعارف عليها او مشتهرة عند بعض نساء الربع , فعند زفاف ابنتها توصيها وتقول : تغدي به قبل يتعشى بك " بمعنى افرضي شخصيتك واجعلي امرك هو الذي ينفذ مع اول ليلة حتى يستمر على هذا الوضع مستقبلا ويخضع للامر الواقع "!! المهم ان سعادة السفيرة ارادت ان تختبر الشعب المصري بعد الثورة بهذا التصرف وترى هل بقيت هيبتها كما كانت ام لا ؟ لكنها فشلت بعد تصرف ذلك الطيار . 3- نريد توجيه سؤالا واحدا لسعادة السفيرة : هل ستتاخر عن الرحلة لو كانت في دولة اوروبية بل في امريكا نفسها ؟ لا اظن ذلك بل اجزم يقينا انها لن تتاخر بل سوف تحاسب عن تاخرها وقد تقوم بسداد غرامة او قيمة التذاكر المحسوبة على الخارجية الامريكية او تدفع قيمة تذكرة جديدة من حسابها الخاص ,ركز معي جيدا ,اقول : من حسابها الخااااص.وليس الخاص الذي نعرفه !!! 4- تفاوتت ردود الفعل من الاخوة المصريين على هذا الحدث فمنهم من ايده وشجعه واعتبره اول خطوة نحو الحرية الصحيحة وان الناس سواء .ومنهم من رجع الى الوراء وظن انه ما زال في العهد القديم فابدى اسفه وقال بانه كان يجب على الطيار ان ينتظر ولو قليلا لان هذا التصرف سوف يضر بمصالح البلدين !!! عجبا ممن هذه تصوراتهم وتفسيراتهم وتعليلاتهم !!فلو انه سفيرا عربيا او مسلما لما سمعنا بهذا الخبر اصلا لكننا دائما ما نجعل لاؤلئك قيمة فوق ما يظنون ويستحقون . 5- نحن جعلنا من نشر الخبر قضية كبرى بينما يعتبر في عرفهم وثقافتهم انه امر عادي جدا كما انك في بعض الاحيان عندما تطلب شيئا من احد( الخواجات ) امريكي او اوربي فيجيبك بلا او تجيبه بلا اذا طلبك وينتهي الامر ,وليس كما هو الحال عندنا اذا طلبت من احد شيئا ولم يوافق عليه ادرت ظهرك واغتبت ولعنت وهجرت وقطعت وشتمت وفعلت كل صفة سيئة ,فلنتنبه لذلك ولنعلم ان السفيرة نسيت الحدث في تلك الساعة بينما نحن منشغلون بمداراة مشاعر سعادتها وتحليل الموقف نيابة عنها!! 6- هكذا نحن نفكر في مشاعر الآخرين البعيدين والذين نصنفهم في خانة الاعداء ولا نهتم بمشاعر الاقربين فعجبا لنا ,كيف نرضى ونضع انفسنا في اماكن لا تليق بها ومواقف تنزل من قدرها!! 7- لو اننا في الدول العربية والاسلامية نترك كل مسؤل يتصرف في مجال عمله وفق النظام دون تدخل من مسؤل آخر كما يفعل الغرب لتقدمنا وارتقينا وتم انجاز المشاريع وقام كل بدوره على اكمل وجه ,ولم يعد امام الغرب حينئذ الا الانصياع للنظام واحترامه !!. 8- سؤال أخير اترك الاجابة عنه لكم : لو أن حسني مبارك مازال رئيسا لمصر هل ستقلع الطائرة بدون السفيرة ؟ وما هو مصير الطيار , والطائرة ايضا ؟ (اذا كنت لا تعتز بنفسك وتضع لها مكانة عالية فلا تنتظر من غيرك تقديرها واحترامها) جابر آل شافي