نبوءة سبق بعد أن ظهر الإعلام الجديد في هذا العقد بالذات والذي تميز بالحرية الشخصية والتحرير الفردي والسرعة في الوصول للناس بدأت الأسئلة تطرح عن الصحافة الورقية ومستقبلها ومستقبل الإعلام بعمومه ، أمام التدفق السريع للمعلومة في حياة الناس التي لا تحتمل التأخير . لاشك أن للأسئلة مبرراتها وللإجابات على هذه الأسئلة منطلقاتها ودوافعها وخلفياتها الثقافية ودورتها الحياتية ولكن دعونا نأخذ حالة واحده من وسائل الإعلام الجديدة التي بدأت تتحدى كل الوسائل الإعلامية في الساحة من مرئية ومسموعة ومقروءة من حيث سرعة الوصول للمتلقي والديمومة في العرض وسهولة العودة للمادة الإعلامية أنّا شئنا.. وأعتقد قبل التفصيل الفاصل في التميّز بين سبق الصحيفة وبين كل الوسائل الإعلامية الأخرى لابد من الإشارة إلى أن الصحافة بعد الحدث لكي تنقله تحتاج على الأقل إلى 12 ساعة حتى تصل ليد القارئ والشاشة تحتاج إلى ساعة على الأقل حتى تعرض الحدث .. وكذلك الإذاعة تحتاج لنفس القدر من الوقت .. هذا إذا صادف ذلك نشرة أخبار وكان الخبر مناسبا لها أما صحيفة سبق فإنها تحتاج لثواني بين وقوع الحدث وبثه للمتلقي عبر شاشاتها من خلال استخدام الأجهزة الذكية .. هذا هو السبق .. أما التميز الذي يلغي التنافس بين سبق الصحيفة وكل الوسائل الإعلامية الأخرى فهو أن صحيفة سبق بلغت (مرحلة النبوءة) و أنا أعني هنا ما أقول فسبق بما تملك وبما يديرها من عقول شابة خطيرة تستحق الاحترام لم تعد تلهث خلف الخبر كما تفعل وسائل الإعلام الأخرى وهو أسلوب صحيح قديما وحديثا وتمارسه كل الوسائل الإعلامية التقليدية من مرئية و مسموعة ومقروءة للحصول على الخبر والمعلومة و القصة والحدث وكل ماله علاقة بالناس و ما يحدث في حياتهم اليومية .. هذا الأسلوب ( اللهث ) يعرفه و يعترف به كل أرباب الإعلام التقليدي محليا وعربيا وحتى عالميا .. أما سبق الصحيفة السعودية الالكترونية الرائدة فإنها وسيله إعلام غير تقليدية بلغت مرحلة تصل لحد التنبوء بما قد يحدث لك .. أعني أنها تقدم لك ما لا يخطر على بالك ولا حتى على بالها هي ككيان لأنها أصبحت معك ومعي ومعهم ومعنا جميعا في كل مكان وزمان في الشارع والمكتب والمنزل وحتى في النوم .. سبق بغض النظر عن أرقام متابعيها حسب آخر الإحصائيات التي أزعجت كل الإعلاميين الفاشلين هي الوسيلة الإعلامية الأولى بدون منازع .. نرى ونجد الحدث فيها لحظة وقوعه .. وربما قريبا او خلال ساعات قد نرى فيها الحدث قبل وقوعه .. أعني قبل وقوعه .. لماذا ؟ لأن الخبر أو الحدث أصبح يركض إلى سبق وهذا هو التميز وهنا نقول عن سبق أنها بلغت مرحلة النبوءة .. فالصحيفة التي هذا ديدنها تستحق أن يصفق لها وللعقول التي تديرها ولن يرفض هذا التميز والتصفيق إلا فاشل لا يريد لأحد أن ينجح وهو لا يعرف أصلا معنى النجاح. سبق بما بثت خلال هذا الشهر من أخبار أصبحت مرعبة للوسائل الإعلامية لأنهم يقتاتون على فتاتها الذي يعني الأرشيف ولا يعني الناس التي تتحرك في الشارع .. فقط أتمنى على سبق وقد بلغت هذه المرحلة أن تعيد النظر في كتابها ليكتمل التميز حتى لو لم يكتب لديها إلا أربعة كتاب في الشهر يكونوا في مستوى الدكاترة : عائض القرني – عبدالله الغذامي – عبدالله الطويرقي – ولن يعدموا رابعهم . ومادمنا في مرحلة التمني فإنني أتمنى على الأعزاء في هذه الصحيفة طريب أن يتنازلوا لرصيفتهم سبق برقم تصريحهم المتميز ليكون مع واقع سبق متطابقا خصوصا وان بينهم من العلاقة والوفاء ما يستحق أن يخلد بالتنازل . محمد القحطاني