كلنا سعود عندما يتعرض الجار لمكروه، فلا تغمض عين جاره الكفء إلا وقد زال مكروهه. وعندما يتعرض "الخوي" لحادثة من حوادث الزمان وجب على "خوية" الوقوف معه وقفة الصادق المخلص. عندما يتعرض المسلم لخطب ما، وجب على أخيه المسلم مد يد العون، وقول الكلمة الحسنة المخففة لوطأة الخطب. عندما يتعرض شيخ وقور مجتهد محتسب للاعتداء والتهديد والوعيد في بلد آمن مطمئن فهذا والله هو الخذلان والخيبة والإحباط. فما بالكم بما تعرض له أخ كريم ومعلم بارز وشيخ جليل وجار يقيم بين ظهرانينا، وداعية له فضل لا ينكر. سعود بن عمير من القلة الذين تركوا بصمات جليلة ماثلة للعيان أمامنا، كم من معلم أتى طريب ومكث ثم رحل ولم يترك له أثراً؟. كم من معلم من أهالي طريب أو من غيرهم ترك له ذكرا حسناً لدى الطلاب المجدين ولدى أولياء الأمور؟ إنهم ولاشك يعدون على الأصابع. أصبح هم الكثير من المعلمين كغيرهم من الموظفين هم الحصول على الراتب والتغاضي عن أمور تربوية هي في نظر الكثيرين أهم من العملية التعليمية أو على أقل تقدير تكملان بعضهما. أصبح هم الكثير تدريس الصفوف الدنيا هرباً من "بطش" الصفوف العليا، وهرباً من ملاحقة الغوغاء و"العرابجة" خارج أسوار المدرسة. سعود بن عمير كنز عظيم لن نعرف قدره إلا بعد مدير آخر يترك الحبل على الغارب . وقد مر طريب بتجارب كثيرة مريرة . أين نجد ذلك المعلم الذي يجمع بين الدين والتربية والعلم والمعرفة والرجولة؟ . أين نجد ذلك المعلم الذي يقول لأحدهم: الطلبة أمانة في عنقي وابنك سيفسد هذه الأمانة ، ابحث له عن مكان آخر؟. أين نجد ذلك المدير البطل المغوار الذي يقول: هذا ملف ابنك لن يدخل المدرسة لسوء سلوكه المشين؟. أين نجد ذلك المعلم الذي يأخذ بيد الطالب المجد المجتهد؟ ويشد من أزر هذا ويشحذ همة هذا، ينصح طالب ويضغط على آخر، لا لشيء إلا قياماً بالواجب الذي تركه غيره واحتساباً للأجر،هكذا نحسبه والله حسبه. سئمنا كأولياء أمور طلبة من ذلك المدير أو المعلم الذي لا همّ له إلا الحضور والانصراف، والمراقبة والتدخل في كل كبيرة وصغيرة ، همه الانتظام والطابور الصباحي والتقارير الرسمية . نبحث عن معلمين ومدراء على شاكلة سعود بن عمير الشهراني . إن لم نقف كمواطنين ومسؤولين وقفة صادقة وحازمة مع هذا المربي الفاضل وإلا فتوقعوا أن يحصل لكل واحد منكم ما حصل له. لا تستغربوا أن تحرق سيارة مدير الشرطة أو رئيس المركز يوماً من الأيام ، فمن أمن العقاب أساء الأدب يتزامن إحراق سيارة أين عمير مع تعيين رئيس مركز جديد ورئيس شرطة جديد ، وسمعتهم وبدون شك على محك، إن لم يقبض على الجاني أو تظهر نتائج تحقيق شفاف بخصوص هذه الحادثة. تلويحة: كمواطنين ومقيمين في طريب نعرف الصالح من الطالح، ونعرف أن طريب أصبح مدينة عامرة كبيرة، إلا أنه ومع ذلك فحتى عامل المطعم أو البوفيه لو سألته عن "المشاغبين" و "المستهترين" من شباب المدينة لزودك بقائمة طويلة. (معلوم صديق ، لا مافيه معلوم ، كله قحطاني كويس). حسين آل حمدان الفهري [email protected]