منظر مهول وموقف عصيب اشعر بأنني عاجز عن التعبير والكتابة، تزاحمت الكلمات والعبارات، لا أدري من أين ابدأ وبماذا سأختم؟. تقزمت الحروف، وصغرت الكلمات،تحجمت الجمل، وتاهت الأفكار. .......... الحدث كبير والمنظر مهول موقف مهيب عصيب قلوب ترتجف حناجر تستغيث وجوه تجمَّد دمها وأرجل عجزت عن حمل أصحابها .......... وجوه شخصت أبصارها تحشرجت صدورها سالت دموعها انحبست أنفاسها .......... أقارب افترشوا الأرض ربطوا أجسادهم ببعض رؤوسهم حاسرة ، كلماتهم خانقة، عيونهم جارحة، أصواتهم مزلزلة، كلماتهم تتهاوى من كل صوب كالسهام. .......... أمل غائب حاضر رجاء الضعيف، تودُد العاجز، توسُل الهالك .......... تمر الدقائق كلمح البصر الشيخ في الميدان وكأنه يحضره لأول مرة حبيس يقاد إلى حتفه يبرَّك أمام كومة تراب مستسلماً لاحيل له ولاقوة مُسَلِّماً أمره لخالقة ثم لرجل يقف "قريب منه" .......... الدكتور يضع علامة على ظهر "الميت" ترتعش يد الدكتور إنها ليست بدائرة بل خط متعرج مغلق وكأنه تلميذ يتعلم الرسم .......... ثواني معدودة وتنطلق رصاصة "الرحمة" فالموقف لا يحتمل التأخير الكل يترقب صوت البندق فإذا بصوت أضخم وأبلغ وأقوى إنه صوت العفو " أنت عتق لي ولوالدي" .......... لا إله الا الله الله أكبر، الله أكبر. ياله من موقف تعجز عنه الكلمة والوصف. وياله من رجل كريم شهم ، خلد لنفسه ذكراً لن ينسى، ودعاء لن ينقطع اللهم ضاعف له الحسنات وأمح عنه كل السيئات اللهم أصلح ذريته ، وبارك فيهم ، ولا تفرق بينهم اللهم أنت لا إله إلا أنت سبحانك ، فاجعل لعلي بن سعد بن عايض بيت في الجنة، واجعله من عبادك المقبولين. اللهم اجعل ماقام به والده وإخوانه في ميزان حسناته وحسناتهم ، ولاتحرمهم الأجر والمثوبة، اللهم بيِّض وجوههم جميعاً يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. .......... قال احدهم: لاشيء يدوم فكن حديثاً *** جميل الذكر،فالدنيا حديث وقال المنتصر: لذة العفو يلحقها حمد العافية ومن أقوال علي رضي الله عنه: أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة وذكر الأبشيهي في المستطرف قولهم: من عادة الكريم إذا قدر غفر، وإذا رأى سيئة ستر حسين آل حمدان الفهري [email protected]