العفو والصفح من صفات الكرماء من الناس أسأل الله أن يتقبل من آل كدم وأن يعتقهم ووالديهم جميعاً من النار باب فضل العفو عن الاقتصاص والشفاعة في ذلك ========================================= 1 - عن أبي هريرة: (عن النبي صلى اللّه عليه وآله وصحبه وسلم قال: ما عفا رجل عن مظلمة إلا زاده اللّه بها عزًا). رواه أحمد ومسلم والترمذي وصححه. 2 - وعن أنس قال: (ما رفع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وصحبه وسلم أمر فيه القصاص إلا أمر فيه بالعفو). رواه الخمسة إلا الترمذي. 3 - وعن أبي الدرداء قال: (سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وصحبه وسلم يقول: ما من رجل يصاب بشيء في جسده فيتصدق به إلا رفعه اللّه به درجة وحط به عنه خطيئة). رواه ابن ماجه والترمذي. 4 - وعن عبد الرحمن بن عوف: (أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: ثلاث والذي نفس محمد بيده إن كنت لحالفًا عليهن لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا!! ولا يعفو عبد عن مظلمة يبتغي بها وجه اللّه عز وجل إلا زاده اللّه بها عزًا يوم القيامة!!! ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح اللّه عليه باب فقر). ......... ............................... رواه أحمد. فضل ولذة العفو والصفح والمسامحة, لا توصف ولا يتحصر بسياج . عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» [رواه البخاري]، ومن أعظم ما يحبه المرء لأخيه نجاته يوم القيامة وفوزه بالجنة. أخي الكريم: لقد جربت كثيراً اللذات كلها فما وجدت ألذ من العفو والصفح والمسامحة للآخرين، قال الله تعالى: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} [البقرة: من الآية 109]، {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [سورة البقرة: من الآية 237]، {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [سورة آل عمران: من الآية 134]، {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [سورة الشورى: من الآية 40]، وفي الحديث الذي أقسم عليه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه: «مازاد الله عبدا بعفو إلا عزا» [رواه مسلم]. أخي الكريم: إن الله تعالى يعامل العبد بمثل ما يعامل به العبد الناس، فاعفو يعفو الله عنك، وأحسن يحسن الله إليك، واغفر يغفر الله لك، وارحم يرحمك الله، فالجزاء من جنس العمل. أخي ما انتقم أحد لنفسه إلا ذل، وما انتقم أحد لنفسه إلا خاف، وما انتقم أحد لنفسه إلا ندم. إن المغبون والخاسر، من أحب أن يلق الله بكل ذنوبه وخطاياه، دع الناس يتحملون بعض ذنوبك، قابل من أساء إليك منهم بالإحسان , تثبت هداياهم لك حينما أهدوا إليك شيئا من حسناتهم، . فمن أحب أن يقابل الله إساءته بالإحسان فليقابل هو إساءة الناس إليه بالإحسان إليهم . وقد أشار ابن القيم رحمه الله: "إلا إن من آذاك حقه أن تعتذر إليه لا أن تعاقبه وتنتقم منه، لأنه ما آذاك وتسلط عليك إلا بسبب ذنب أحدثته {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [سورة الشورى: 30]، فقدر الله أن تكون عقوبتك على يديه، فأنت السبب في معصيته فيك". ثم قال: "ما أظن أنك تصدق هذا فضلا أن تعمل به". والحمد لله اللذي بنعمته تتم الصالحات .,