ديمه... بسم الله الرحمن الرحيم وبه استعين والصلاة والسلام على سيد المرسلين عندما اكتب بقلم الرصاص (( المرسم ))* لا أجيد فن المقدمات لذا اعذروني سأكتب كما لو كنت بلا قراء اشد النقاش بيني وبين صاحبي المستطرب على وزن المستعرب فكان أكثر حماسة مني وشراسة في نقاشه ودفاعه عن طريب وكأنه هو من ولد وترعرع في وديانه وليس أنا الذي مشيتها حافي القدمين . وبادرني بهذا السؤال.... - ماذا قدمت لطريب ؟؟!!؟؟ سؤال حل علي كالصاعقة لم أجد له إجابة مباشرة .... أخذني التفكير فقلت في نفسي لست دكتوراً أعالج أبناء طريب في ذلك المستوصف الذي انتهت صلاحيته قبل افتتاحه .. ولست ضابطاً أسهر على أمنه وهدوءه .. أو على الأقل أساهم في القضاء على موضة ( أبو محالة )التي أصبحت تجوب طريب بلا حسيب ولا رقيب ... ولست مهندس أجهد نفسي على تأسيس بنيه تحتية متينة ابسط حصادها قاعدة صلبه ينطلق منها الجيل القادم الذي أتوقع أن يكون مسترطب بالكامل ولست معلماً أعلم أبناءه التعليم القويم والسليم المبني على أسس حديثة ومتطورة مستخدما معه حزم وارادة الماضي ولست مسؤولاً في وزارة التربية والتعليم لأنقذ بنات طريب من ( رحلة الشتاء والصيف ) – عبارة اقتبستها من احد المقالات هنا ولست مراقباً لبلديته لكي اعمل على تحسين وتطوير شوارعه ومخططاته لو كنت مراقباً لما جاء احدهم في وضح النهار وقام بصريم نخلاته التي وضعت على جنبات الطريق لتكون وجبه دسمه لقطيع ماشيته ولست خطيباً انصح أهله عن الغيبة والنميمة والحسد والسحر المتفشي ولست من رجال مكافحة المخدرات لمحاربة أعداءه من الذين جندتهم عصابات ترويج المخدرات حتى أصبحوا يجوبون الشوارع بلا عقول ولست مراقباً صحياً يراقب تلك المحلات التي تعج بالأطعمة وبالضائع الفاسدة مررت بكل ما ذكر أعلاه وغيره الكثير وأنا أفكر في الإجابة على سؤال صاحبي المستطرب فلم أجد لنفسي مكان فيما دار في مخيلتي ... قلت اسمع صاحبي سأقول لك شيئاً لم أقوله من عشرين عاماً ولم انتظر من أحد قوله حتى لو من باب حفظ الحقوق ولكن سأروي لك ما حدث بالتفصيل الممل وأتمنى أن أجد فيك صفه الصبر التي افتقدها كثير من الناس مع تسارع عقارب الساعة باتجاه النهاية في العام (1412ه ) قرر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقه عسير آن ذاك زيارة منطقه الشرق ومن خلال بوابتها طريب ... وكانت هذه الزيارة للوقوف على المشاريع وحاجات واحتياجات المراكز والقرى التي تشملها الزيارة ولكن للأسف يا صاحبي لقد فهم مضون هذه الزيارة بالمقلوب فهاهم الأعيان الذي لا اعلم من رسمهم أعيانا لن نقدم بطلبات للأمير وهو ضيف ( ما حن بطالبين ابن سعود وهو على جال ضونا )) أي تفكير هذا يا صديقي المستطرب كان موعد الزيارة يوم الثلاثاء الذي لا أتذكر تاريخه ( لعل احد الأخوة يذكرني هذا التاريخ فلم اعد املك من الذاكرة ما يسعفني على تذكر تاريخ قبل عشرون عاما) وكان يقود مدرستنا في ذلك الوقت الأستاذ الفاضل والأخ الأكبر (مداوي بن وازع آل ناشط ) الذي أعده المحفز والمشجع الوحيد لي من أهل طريب كافه .... حيث ناداني في الحصة السابعة والأخيرة من يوم الاثنين الذي يسبق الزيارة وقال غداً الأمير سوف يزور طريب ونريد أن يكون ضمن فقرات الحفل فقرة خاصة بالقزوعي وأبيك تكتب قصيدة تقولها أمام الأمير أي حجم للمسؤلية علقها أستاذي في عنقي وأي مصاب أصابني بين الظهور أو خفوت النجم وتواريه للأبد لا اخفي عليك يا صاحبي أني خرت من مكتبه مثل المجنون من أين أبدأ وماذا أقول الموقف كبير والأمل والطموح اكبر والدافع هو حب استوطن القلب كتمت السر في صدري ولم اسر به حتى لصاحبي في ذلك اليوم الأخ العزيز _ سعود غانم العابسي – الذي تكبد عناء إيصالي كل يوم معه إلى المدرسة لمده ثلاثة أعوام جزاه الله عني خير ما يجزي جار عن جاره وصديق عن صديقه هو وكل إخوانه ووالده وأعمامه - وما أن وصلت للبيت حتى تبلورت الفكرة في راسي بأن أجعلها مطالبه لا مجرد ترحيب وتبجيل فجاد فكري ونتاج بناته هذه الأبيات التي تداولها الطرييبين ردحا من الزمن حتى اندثرت مثل غيرها يا مرحبا عد وداني = واعداد ما هلة مزونه بالضيف قد جانا عاني= بالضيف واللي يخاونه الطير رحب على لساني =سمعت بخالد يحيونه لضيف حق وميزاني =والكيف لازم تساوونه حقه ف حيل وخرفاني=والهيل ياللي تعرفونه طريب والنور قد باني= والقاز لا عاد تشرونه النور مع طير حوراني=يعطي ولا هي بممنونه يعطيك كهرب –ولك شاني=وايضا لك حقوق مصيونه والهاتف يصير رناني=في كل بيت تحاكونه والتحليه لكل عطشاني=الماء قراح تذوقونه والعذر وان كنت غلطاني=في الشعر والقاف وفنونه وما ان انتهيت أنا ورفاقي من فقرة القزوعي حتى أشار الأمير لي بالتقدم للسلام عليه وبعد ما تشرفت بالسلام عليه قال لي بالحرف الواحد صح لسانك وكل ما طلبت سينفذ في القريب العاجل وسجل اسمك معنا في النادي الأدبي بأبها ..انتهى كلام الأمير حفظه الله. صديقي المستطرب جبرتني على البوح عن هذا الأمر وأنا الذي لا يحب أتكلم عن شي قدمته مهما كان بسيطا أو كبيرا. ولكن سؤالي لك هل تراني قدمت لطريب ولو شيء بسيط ؟؟؟ ابتسم وقال سأجاوب سؤالك في مكان غير هذا وخرج وهو يقول شكرا شكرا ولكن لا اعرف لمن هذا الشكر. ........... انتهت ديمه برايفت : شكرا لكل من له في رقبتي جميل مسفر بن نومه