الهياط القبلي كنا في السابق لا نسمع عن كلمة الهياط حتى أحضرها لنا مسلسل باب الحارة وما يماثله والتقطها الشباب يرمون بها أغلب أبناء المجتمع وكلامهم ( بين مصيب ومخيب ) فكلما رأوا شخصا يركب سيارة جديدة أو يلبس ملابس جديدة لم يروها عليه من قبل أو يرفع صوته بالترحيب بضيفه ويثني له الترحيب قالوا له ( هذا مهايطي ) ومن هنا بدأت أبحث عن هذه الكلمة الجديدة فوجدتها موجودة فعلا في اللغة العربية .... في البداية علينا أن نتفق على معنى الهياط واليكم ماقاله ابن منظور في كتابهلسان العرب : "الهِياطُ والمُهايطةُ: الصِّياح والجَلَبة" وفي المعنى العام هي : فعل الشيء بزيادة غير معهودة على فاعله ..بقصد الافتخار أو التمليح لجذب الإعجاب و الهياط موجود على مستوى الدول, المجتمعات, القبائل, الرجال, النساء ,الأطفال, وغيرهم كثير لكن ما يهمنا في هذا الموضوع هو: ( الهياط القبلي ) واليكم هذه الصور من الهياط القبلي: 1- إقامة الاحتفالات الكبيرة من القبيلة بمناسبة فوز مرشحها في إحدى المسابقات ( إلى هنا لا تعليق على ذلك ) وتدعو الإعلام بجميع أنواعه المرئي والمسموع والمقروء حتى يرى الآخرين ماذا عملت هذه القبيلة لأبنها البار وعند تقصي الحقائق تجد أنهم لم يدعون أبناء قبيلتهم الفقراء والمساكين ومتوسطي الحال بل الدعوة للكبار فقط. ولو تقول لهم نريد أن ننشي صندوق لدعم الاحتياجات الإنسانية للقبيلة سيقولون ان شاء الله أمام الحاضرين.. ولن يتحقق شيئا من هذا لاحقا الا إذا صاحب هذا العمل زخم إعلامي. وكأن العمل ليس لله بل للهياط فقط. 2- عندما يقوم انسان مبتلى بضرب رجل آخر من أبناء القبيلة أو من خارج القبيلة ثم لا يأخذ بثأره من أي شخص من أقرباء الجاني ( مايسمى بضربة المعفي ) فانهم لا يسلمون عليه ولا يدعونه الى مناسباتهم ويقولون هذا وجهه أسود. ولكن لو حصل لهم مثل ما حصل لهذا المبلي لكان الله أعلم بحالهم ماذا سيكون..( اليسوا مهايطين ) فيما لم ينزل به نصا شرعيا. 3- يقوم نائب أو شيخ القبيلة بدعوة أحد أبناء القبيلة الأخرى ويقيم له حفلا خطابيا ( على حساب أبناء القبيلة طبعا) ثم يقومون الى وجبة دسمة الصحن الرئيسي الذي يجلس عليه الضيف مكوناته ما يلي: أ- حاشي محشي في النصف وخمسة خرفان محشية تحف به و4 تيوس مشويه تطوق بها جميعا. ب- مكونات السفرة من جميع ما لذ وطاب في الوطن من الفواكه والحلى والعصائر والسلطات ج- العديد من الصحون الأخرى التي زادت عن الحاجة وبقيت في انتظار الرمي بها في ......" ثم يقول المضيف لهؤلاء الضيوف (( اسمحوا لنا على القصور )) لماذا .. ؟ حتى يجمل قبيلته عند القبائل الأخرى – أليس هذا هياط هذه الأمثلة عرضتها لكم وليست الوحيدة بل هنالك الكثير منها في المجتمع السعودي من هنا نقول للهياط القبلي.. لا ثم ألف لا.. اذا كان يتعدى حدود الشريعة الإسلامية ولا يتماشى مع أهدافها السامية النبيلة.. أن مسايرتنا ومجاملاتنا لهؤلاء هي بالجلوس معهم والتصفيق لهم والثناء على ما يقومون به ( مجاملة منا ) ونحن نقول في داخل أنفسنا ونخاف أن يطلع عليه الآخرين (( والله الهياط )) . ولا نعجب أن يأتي شخص من خارج قبائلنا ويلقب قبيلتنا العريقة قحطان بمثل هذه الألقاب لأن زمرة قليلة هم الذين دسوا السم في العسل. دمتم بخير جلعود بن دخيل آل عرفان