كنّا ... وكنّا كنا لا نفقه شيئاً من المدنية الحديثة حيث عشنا في قريةٍ معزولة عن الناس .. لا تلفزيون ؛ لا جوال .. لا دش .. لا تلفون.. لا سيارات لا أسفلت لا انترنت لا كهرباء دائمة ولا.. ولا.. كنا نعرف بقالة اليمني أحمد وبنشر اليمني صالح ووو ننظر إلى شاحنات المورسيدس الكبيرة باستغراب وهي تمر على بعد كيلو متر أو أكثر بعد كل أسبوع؛ درسنا في مدرسة من الطين ياما أخذنا كفوف من المعلمين وجلد بالفلكة لكن قلوبنا وأجسادنا قوية إلا على النار لا تقوى!! وبفضل الله كان النجاح حليف تلك الأجيال. رجولة في المنزل .. في المدرسة .. في الشارع.. في وقت الرخاء والشدة محبة وتعاون ( وفزعة ) مع القريب والبعيد مع الأهل والجيران والمارة والغرباء عن القرية. لا نعرف حقداً ولا حسدا يأتي المسافر ( الطارش) فيتوافد أهل القرية على دفعات ليأخذوا علومه ويسألونه إن كان معه ( سبارة) أي حاجة عينية أو مالية أو ( خط) أي رسالة مكتوبة لكن .. أي نحن الآن من عصرنا ذاك ؟ والله إننا في قريتنا تلك أصبحنا كالغرباء بعضنا لا يعرف بعض أو قد نتظاهر بذلك، جيل الشباب قد أكون معهم في قضية التغيير والتأثر بالحضارة والمدنية لكن لا تصل إلى نسيان الأصول والعادات الأصيلة التي أوصى بها ديننا الحنيف دون تكلف. بل لا تصل إلى عدم البر بالوالدين والأقربين ! ولا تصل إلى إيذاء المارة وعابري السبيل ! ولا إلى العودة إلى ماقبل مائة عام من التعصب القبلي والأسري في المدارس وفي الشوارع وفي جدران الحدائق والكباري والمدارس والمقابر بكتابة آلِ فلان وآل فلان! نحن بحاجة إلى العودة لزمن القرية وليس ذلك الزمن وأهله ببعيد ؛ وبحاجة إلى عودة ولاية الأب على أبنائه الذكور ولن يخونني التعبير إن قلت والإناث !! أتمنى أن يعود بعض زمن القرية ولو بجزء يسير ..ويأتي المسافر ليجد من يستقبله ويحييه ويقوم بإكرامه . ف( ألا ليت الزمان يعود يوماً) وليس هذا قاطعا لعدم وجود عينات لا زالت على الأصالة قائمة إلا أن هناك ما دعاني لكتابة مثل هذا ولكل فائق احترامي. أخوكم/ مساعد بن سعيد بن مسعدة مدير مكتب التربية والتعليم بقطاع الشرق بطريب