العقل السليم في الجسم السليم عبارة دائماً ما نسمعها في التلفاز ، ونقرأها في العيادات وفي حوائط المدارس ، حتى أنه أصبح يرددها الخلف عن السلف ، وكأنها قاعدة لا جدال فيها ، ولكن هل هي عبارة صحيحة . من وجهة نظري أن هذه العبارة لا أساس لها من الصحة فقد يوجد أناس من المعاقين ، أمثال "بيتهوفن" الذي ترك لنا روائع الألحان الموسيقية وهو أصم ، و"توماس ألفا إديسون" الذي سجل باسمه 1200 براءة اختراع وهو أصم ، و"جون ملتون" من أعضم الشعراء الإنجليز .. فاقد البصر وواصف الفردوس المفقود ، و"هيلين كيلر" ( إن العمى ليس بشئ وإن الصم ليس بشئ فكلنا في حقيقة الأمر عمى وصم عن الجلائل الخالدة في هذا الكون العظيم ) ، صاحبة كتاب مفتاح حياتي ، والخروج من الظلام ، وهناك الكثير ولو بحثنا في عالمنا العربي لوجدنا الكثير أمثل "أبو العلاء المعري" الشاعر الكفيف الذي قهر الحياة ، و"بشار بن برد" الشاعر الضرير النابغة . قيل له يوماً وقد أنشد قولة كأن مثار النقع فوق رؤوسنا=وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه أتيت بما لا يستطيع أن يأتي به البصراء ، فكيف لك هذا وأنت لم ترى الدنيا قط ، فقال: إن عدم النظر يقوي ذكاء القلب، ويقطع عنه الشغل بما ينظر إليه من الأشياء، فيتوفر حسه، وتذكو قريحته ، ، و"طه حسين" قاهر الظلام وصاحب كتاب ( في الشعر الجاهلي ). فلو أن هذه العبارة صحيحة لقلنا أن صناع الحضارات في العالم هم رونالدو ، والمصارع المصري ممدوح فرج ، ومعلم الحجر محمد زمان . ما أريد قولة أخي القارئ ، أن العقل السليم ليس حصراً على أصحاب الأجسام الجميلة أو الرياضية ولكن هناك الكثير من فاقدي هذه الصفات ولكن ذو عقول كبيرة . أ/ صالح أحمد الغامدي - جدة