كن معي أو كن ضدي لكن لاتلغي رأيي _ الحِوار كما التفاعُل الكيميائي يُفترض أن يُنتج لنا مادة جديدة ليست هي مادتي ولا مادتك إنما هي مادة جديدة ومختلفة ينبغي أن تكون حلا وسطا بيني وبينك .. - المُؤسف أننا في مجتمع لا يتقن فن الحوار, وإذا تحاورنا لاتنتهي قضايانا بحلول مرضية غالبا, بل بخلاف يفسد كل الود, بمعنى _ إن لم تكن معي فأنت ضدي _ من هنا ظهر لنا تياران مختلفان ومتخالفان وبتنا نحن من نرغب في الوسطية الفعلية التي لاتُمس من خلالها ثوابت الدين وأصولة , كالمتفرج على الأرجوحة التي يتقاذفها تيار لايقبل التغيير وآخر ليبرالي يأخذ من الدين ماوافق هواه , كما هو الحال في قضية القيادة التي حَسمَ أمرها البعض بالمنع .. رغم أن الشرع لم يمنعها ! وفي المقابل حَسمت أمرها أُخريات تحمسن لموضوع القيادة وطالبن بها من دون التفكير الجاد في عواقبها إن فُتح المجال خلال هذه الفترة وبشكل عشوائي ! , علما بأننا لا ننكر حاجة بعض النساء إلى القيادة في بعض الحالات الخاصة التي يحتجن فيها إلى التنقل لقضاء إحتياجاتهن في ظل غياب الرجل وصعوبة إستقدام السائق الأجنبي الذي يمثل ضررا ًعليها في أغلب الأحوال , إلا أن هذا الموضوع يحتاج إلى روية وتخطيط , ومع وجود فئة من الفتيات أخذن هذا الموضوع من قبيل التحدي أو العناد والتسلية فقط , فأنا أتعجب كثيرا من القسوة والضجة التي رافقت رغبتهن تلك ,فأخواتنا ماهن إلا نتاج هذا المجتمع , الذي يعاني من أزمة الوسطية دائما ًحتى في عملية التربية , فغالبا مانجد فتيات إما مكبوتات جدا أو فتيات فري جدا وفي كلتا الحالتين إحذروا تمرد النساء ... لأن مابين المنع المطلق وإطلاق العنان تكمن " المعاناة " التي خلقت لنا ظواهر مخيفة بين شبابنا من الجنسين هي نذير بإنحدار أخلاقي إن لم تعالج تلك الظواهر من الجذور فستزيد معاناتنا في المستقبل حتى مع مانحن فيه من محافظة في الظاهر. فما أجمل الحرية المنضبطة بضوابط الشرع والأخلاق وماأجمل أن نغرس ونربي الرقابة الذاتية في أنفسنا وفي الأجيال القادمة وبعدها تُؤخذ مطالب تلك الفئة بعين الإعتبار , بأن تُشكل لجنة لدراسة هذا الموضوع لتقنين مسألة القيادة بشروط وضوابط يلتزم بها الجميع, مع فرض عقوبات صارمة على أي مخالف لتلك القوانين ... لأننا شئنا أم أبينا , عاجلا أم آجلا , سيقدن السعوديات السيارة .. ويجب علينا أن لانجعل من هذا المطلب بعبعا ً أو أمرا ًمستحيلا ً. بل نتعامل معهُ بشيء ٍمن الواقعية وأن نسعى لنشر ثقافة المسؤولية والإنضباط بين الفتيات و الشباب , وأن نشدد على شبابنا في كيفية التفكير والتعامل مع مسمى " أنثى " في كل مكان وفي كل وقت فبقدر مايوجد في الكثير من شبابنا ولله الحمد من (( نخوة ورجولة )) ومواقف مشرفة , إلا أنه وفي المقابل يوجد لدينا للأسف فئة " مستهترة " لم يأخذوا من صفات الذئاب إلاشراستها وقت الجوع ! تحياتي نجلاء جوهر الجوهر