إستوقفتني لمحه أثارت مشاعري فأخذت أقلب بصري وأتاملها وأخاطب نفسي وأسآئل عقلي بحثت عن إجابات وإجابات, عم آرى إستغرقت كثيرا طال صمتي بدت علي الحيره تجاهلت الحضور ورحت أبني وأربط حبال فكري كدت أصل لنتيجه فأصابتني الحيره. ومن جديد أعدت الكره فما وجدت حلا. فعدتها آخرى اصابني اليأس، هممت المغادره ولساني يردد ما أنا إلا رجل بمحظ الصدفه وقف في مكان غير مناسب ثم إستعطفت حديثي قائلا وما أدراني بالفن على كل حال. أتاني المدد فكان أشبه مايكون بالألهام، ماذا حصل؟ ياترى هل أصابني وهم؟ هل أنا شخص بحلم يقظه؟ كلا إن ما حصل تدخل من طرف ثالث! قال وإختفى قال بهمس 'كنت ولم تكن' تلاشت عباراته وإنقطعت أنفاسه وكأن العبره خانقته، خاطبته فلم يجب! ناديته ثم ناديته من أنت أعد ماتقوله! إستحثني فضولي فقد بدا لي صوتا معروفا ونبره حديث آلفتها وكلمات أسمعتها من حولي كثيرا وإن إختلفت طريقه تعبيري. آيقنت إن من قالها يعرفني جل المعرفه، طلبته حثيثا أن يتكلم ولكن لاحياة لمن تنادي، صارخت بأعلى صوت وسط ذهول الناس وإستنكارهم فقد بدا لهم خفه بعقلي فقد رأو رجل أطال النظر في رسمه فنان ثم أخذ يخاطبها ثم تطور به الأمر إلى ان حملها في يده وأخذ يصرخ بها، ولكن ما أوقفني عن محاولاتي ليس إستنكار الناس وسوألهم بل إن ما أعاد لي رشدي أني كنت حين أتحدث أو أصرخ أقاطع صاحب الصوت وكأن كلانا يحمل حنجره واحده إن سكت أحدنا تمكن الآخر من الحديث. أعدت اللوحه مكانها وأخذت أتبسم تبسم من راء ما سر به أو كسرور من جد في طلب وحازه. إبتعدت قليلا ثم عدت حيث كنت وانا أشكر ضمير على ما أنار به عقلي، صدق 'كنت ولم أكن' - 'كنت كما يجب ولا أدعي الكمال وماعدت كما يجب ولا أدعي الهلاك'. كنت كالطفل في رسمه خطتها أنامل رسام وساج خيوطها إبداع فنان فبدت لمن يرا طفل بزي عصري يطل من عرفه مظلمه إلى منظر مشع ومنير وكان الطفل بالقرب من الشرفه الكلاسيكيه المصممه بطريقه (حصون من الطين) تحكي واقع الحضاره السعوديه القديمه. فبدا لي أنه طفل معاصر حبس داخل بيت آثري وكان ينظر لخلاصه ولكنه آثر البقاء في هذا المكان الموحش كنوع من إستعاده للذكريات وتعابير وجهه توحي بالبكاء وحزن على الأطلال. وكلما اطلت النظر وتمعنت الصوره تلآلآت من عيون الفتى بريقا من الحزن على ما آلت إليه أمور الحاضر وعصفت به الأحداث الواقع وجرت به آمال الماضي فهوت به إلى الهاويه فكان كمن أدار دايره العجله عكسا من العجله. نعم فقد حبست نفسي داخل عقلي متآملا ماضيي مكثر تخطيطي للمستقبل فنسيت الحاضر وما عشت أيامه الحلوه وأوقاته الجميله لكم إشتقت إلا شقاوه الطفوله لكم تمنيت العيش ولو لحظه بالماضي كما كنا ضغار لا نبلاي بشي ولايشغل فكرنا سوا الانس واللهو لاوجود للهموم والأحزان لامساحات للأحقاد والكراهيه حياه كلها سعاده حياه يملأها الحب حياه تنبعث بالنشاط والحيويه حياه يسودها الأمل فطال ماتسالنا في الصغر عن رغبات وأحلام وطموحات بعضنا. فكانت الأجابات تبعث بالسرور وبعضها يثير الفضول وكثيرا منها حولها الحاضر وا بالأصح حولنها إلا معجزات عجزنا وإتثاقلنا عن تحقيقها. نعم فما هي إلا حياه واحده ونفس واحده وروح واحده وأيام معدوده وساعات قليله ودقايق نقضيها في هذه الدنيا فما مات مات وكل ماهو آت آت كفا حزنا وآسا وهلم إلا هذه الحياه التي طالما حلمنا بها. ونضع نصبا أعيننا مبدأ(( عِش لدنياك كأنك تعيش ابدا و اعمل لاخرتك كأنك تموت)). او كما كان يقول عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- مخاطبا وزيرة رجاء بن حيويه ((إن لي نفساً تواقة، وما حققت شيئاً إلا تاقت لما هو أعلى منه ،تاقت نفسي إلى الزواج من ابنة عمي فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها،والآن يا رجاء تاقت نفسي إلى الجنة فأرجو أن أكون من أهلها)) دعونا نقف وقفه صادقه ونعيد ترتيب الأمور ونرسم خططنا الجميله ونسعى لتحقيقها وتنفيذها. فقد كفانا أوهام وأحلام وكفانا حزنا على الماضي وذكرياته.