بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أمّا بعد : إتماماً لما سبق وأن تكلمنا عنه من العادات المخالفة لدين الإسلام ومحاولة بيانها للناس فهذه الحلقة تختلف نوعا مّا عن مّا قبلها , وذلك لأهمّيَّة هذه الفقره خاصَّة فعليها تعتمد جميع الفقرات السابقه واللاَّحقة ,,, فأقول مستعيناً بالله : إن العادات - والسلوم – والأعراف القبلية هي المرجع الّذي نستند إليه في محاكماتنا حين نتخاصم ونتنازع سواء كان ذلك في جنايات أو ما دون ذالك , ولكل قبيله سلم تعرف به بين القبائل , ويفتخر به ابنائها فيقال سلم قبيلة كذا أو كذا ! وكذالك فإن لبعض رجال الحكم أحكام تنسب إليهم وتعرف بأسمائهم فيقال فرض أبن فلان أو فلان من الناس !!! وكل متابع يعرف الأسماء التي أخفيتها وأصحابها يفتخرون بنسبتها إليهم ! ومن يحكم بين الناس يسَّمى عارف ( عرَّاف – أو حق –او مقطع حق ) فهل سألنا أنفسنا : لماذا نسمي هؤلاء الأشخاص عرّاف ؟؟؟؟ وماذا يعرفون ؟؟ ومن أين أتو بهذه المعرفة التي لا يعرفها غيرهم ؟؟؟ وليس شرطاً أن يكونوا مشائخ ,أو نوَّاب ,, (فحقيقة الأمر أنها قوانين وضعية مثل القوانين الدولية التي وضعها البشر ؟ ) ولها خمسة أركان رئيسية ولا يمكن أن يتم حكماً إلاّ بتحقيق هذه الأركان, ومن ترك منها شيئا فإن العارفين ( الحاكمين ) يجازونه بما تقتضيه مصلحة الأحكام القبلية من تعظيم وكبرياء !!!! فنبدأ بالركن الأول من أركان قوانين الدماء :::::: الركن الأول ::: الثأر أو ( المثار) : وهو سعي قرابة المجني عليه لجلي العار . واسمحوا لي أن أشرح هذه الجملة قليلا لمن سلَّمه الله من هذا الشر ولم يعرف معناة . إذا حصل خلاف بين شخصين وقدّر الله أن يعتدي أحدهما على الآخر سواء بقتل أوبما هو دون ذالك , فإن عاداتنا تسمح لأقارب المجني عليه بالإعتداء على أقارب الجاني , حتى ولو كانوا غير راضين بما حصل من قريبهم , فقد يكون صاحب مخدرات !!! وكذلك صاحبه القتيل !! وقد يكون غير ذلك مما لا يخفى على كل ذي لبّ . هذا بإختصار تعريف الثأر . وبناء عليه , فكل شخص ممن يفتخر بهذه العاده في خوف مستمر ! في السوق والشارع والبيت وتجد أنه في حالة من التأهب !! فسلاحه في سيارته !! وفي بيته ! على أهبة من الإستعداد !!!! فمن الذي أحلَّ دماء هؤلاء الناس ؟؟؟ ومن الذي جَرَّمَهم ؟؟؟ أليست جاهلية جديدة ؟؟ بل كما قال أحد المشائخ هي علمانية لبست ثوباً قبلياً , السؤال الكبير : ما هو دور كبار السن وأهل الحل والعقد منهم ؟؟؟ المصيبة أنهم هم الذين يشجعونهم على ذالك مع الأسف الشديد ,!!!! والمثار أنواع فهناك مثار القريب , والعاني , والجار , والضيف , والوجه , والأسود (الغضب ) , والأبيض ,والدم , والدسم . ولا أدري هل الموضوع يحتاج لشرح وتبسيط أكثر ؟؟؟؟ فأنا حاضر , سأشرح فقط نقطتين , وهما الأبيض والأسود ____ والدم والدسم ,,,, الأبيض : إذا حصل الثأر قبل الجيرة فهو ثأر أبيض !!!!!!!! الأسود : إذا حصل الثأر بعد الجيرة .!!!!! مثار الدم : أن يراق دم الجاني أو أحد أقاربه .!!!! مثار الدسم : إذا أخذوا مالاً بالحكم القبلي فهو دسم !!!! من أين أتتنا هذه الأسماء ؟؟؟ أليست تشجع كل واحد على الجريمة ؟؟؟؟؟؟ وإستجابة لطلب أخينا القدير النداء الأخير فهذه فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء في عادة المثار : رقم الفتوى 22479في 16 / 7 / 1423ه السؤال: ( إنه عند حدوث إعتداء بين طرفين , فإن أسرة المجني عليه تسعى لأخذ الثأر من أسرة الجاني , حتى لو لم يكن له علاقة بحادثة الإعتداء , فما الحكم والتوجيه ) الجواب : ( بعد دراسة اللجنة للإستفتاء أجابت , بأن العادة المسئول عنها عادة محرمة تتعين محاربتها والإنكار على من يعمل بمقتضاها , لأن قتل غير القاتل أو الإعتداء عليه فيما دون النفس وإن كان من أقرب أقربائه من عادات الجاهلية , وهو من أشد أنواع الإعتداء , قال الله جل وعلى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) .وقال عليه الصلاة والسلام ( إن أعتى الناس ثلاثة . من قَتل في حرم الله ' أو قَتل غر قاتله ' أو قَتل لدخل الجاهلية ). وإنني من هذه الصحيفه لأتقدم بالشكر والدعاء لأعيان مركزي طريب والغضاه لإتفاقهم على ترك هذه العادة ومحاربتها وتتويجها بتوقيع سمو أمير منطقة عسير , وأدعوهم لتطبيقها مهما كلَّفهم ذالك ,فإن الدين واضح , وأدعوا بقية القبائل المجاورة لهذين المركزين بنهج نفس الطريق وفقهم الله جميعاً لما يحب ويرضى ..... وأشكر صحيفة طريب والقائمين عليها لما يقدمونه من مواضيع هادفه وبنائه في هذا الصدد .....