استراحة الخميس بعيداَ عن الكتابة الجادة وعن القراءة العميقة التى يستوجب معها حضورالذهن وقلق الإنتباه سأكتب اليوم عن شعر الفكاهه ومداعبات الشعراء ومعارضاتهم ما دعانى لذلك أبيات قرأتها للشاعر سليمان الطويل فى التهرب من دائن يقال له شبيب حيث لجأ للمسجد أطال فيه الصلاة وزاد على الفرض كثيراَ من النوافل التى لم يكن قبل شبيب يتقرب بها املا في ذهاب شبيب عنه ولكن دون جدوى .. وحين اتم صلاته قال صليت بالجامع وسبحت تسعين ...... مع كثرهن واتبعتهن بتهليله وقريت عمّ والمدثر وياسين ...... ادخل على الله مايخيب دخيله وقريت وِردي عن جميع الشياطين ...... وشبيب ماسوى به الورد حيله ومداعبات الشعراء ومعارضاتهم على مر العصور وفى أغلب أغراض الشعرماثلة ولاتزال وبالرغم من كونها رئه يتنفس بها الشعراء إلا انها تعالج كثيراَ من القضايا الإجتماعيه والسياسيو وغيرها من القضايا الإنسانيه و قد أفرد لها الشعراء أبواب وفصول فى مؤلفاتهم ودواوينهم - بين الرصافى والزهاوى - جلس الشاعران الزّهاوي و الرّصافي يأكلان ثريدا فوقه دجاجة محمّرة . و بعد قليل مالت الدّجاجة ناحية الزّهاوي فقال : عرف الخير أهله فتقدّم . فقال الرّصافي : كثر النبش تحته فتهدّم . بين على الجندى وعبدالرحيم محمود اجتمع بعض الأدباء ومن بينهم الشاعر علي الجندي والأستاذ عبدالرحيم محمود فقالوا لعبدالرحيم : إن من عادتنا أن نشتري الفاكهة بالتناوب فوعدهم أن يشترك في المرة القادمة و لكنه لم يحضر بعد ذلك فقال الشاعر علي الجندي يداعبه : عد إلينا يا بلبل الأفراح *** إنما أنت راحة الأرواح ما قصدنا غير المزاح ولم يشف *** مريض الهموم مثل المزاح قد رضينا منك الأحاديث موزًا *** وغنينا بها عن التفاح محمود غنيم مدرسة الفكاهة يعتبرالشاعر محمود غنيم مدرسة من مدارس الفكاهة والمداعبات في الشعر العربي المعاصر، فقد تميز بين شعراء عصرة بروح الدعابة، ولا يكاد يخلو ديوان من دواوينه من باب "دعابات"، حتى إن ديوانه "رجع الصدى" انفرد بفكاهة ملحمية طويلة جاءت تحت عنوان "بط الماحي" وشغلت عدداً من صفحات الديوان وحملت مجموعة كبيرة من العناوين، مما يدل على نَفَس الشاعر الطويل وإلحاحه على الفكاهة، حتى عندما كان يشكو حاله، وأنه لم يأخذ نصيبه ولم ينل ما يريده، جاءت شكواه في قالب فكاهي، إذ يقول: إلى من أشتكي يارب ضيمي؟ أرى نفسي غريباً بين قومي لقد هتفوا لمحمودٍ شكوكو وما شعروا بمحمودٍ غنيم! ففي ديوانه الأول "صرخة في واد" وضمن باب دعابات، فقدت منه ساعة يده، فكتب قصيدة تحت عنوان "فجيعة في ساعة" يقول محمود غنيم وساعة كالسوار حول يدي ضاعت فأوهى ضياعها جلدي مازال يطوي الزمان عقربها حتى طواها الزمان للأبد ضيعها نجلي الصغير وكم حملني من خسارة ولدي قالوا: فداءً له فقلت لهم: كلاهما فلذتان من كبدي ثم يقول، وهو يبكي على مفقودته العزيزة التي بدلت أيامه: التبست أيامي عليّ فلا أفرق ما بين السبت والأحد واختل وقتي، فإن وعدتك أن أزورك اليوم جئت بعد غد - بين الأديب محمد الأسمر ومحمود غنيم في جريدة الأهرام كتب الشاعر "محمد الأسمر" كلمة زجر بها الضيوف الذين يقلقون راحة الناس، واقترح على كل ذي بيت أن يكتب على باب بيته قول محمد الهراوي: إن في الفندق مأواك وفي السوق غداءك ليس ذنباً لأناس أن يكونوا أقرباءك فرد عليه غنيم بقصيدة تحت عنوان "إكرام الضيف"، قال: صم إذا ما الضيف جاءك وامنح الضيف عشاءك واجعل الصوف غطاء الضيف والسقف غطاءك أنت إن لم تسخ مثل العرب أنكرنا إخاءك وشككنا فيك ياصاح وحللنا دماءك لا أواك البيت والفندق يأوي أقرباءك إن يهن عندك ضيف يكن الهون جزاءك - الشعر الحلمنتيشى الاديب حسين شفيق (الحلمنتيشى) صاحب المدرسة الحلمنتيشيه الساخرة يعارض قصيدة أمن آل نعم أنت غاد فمبكر غداة غد أم رائح فمهجر لعمرو ابن ربيعه - سأرحل عنها إنها لعيبة إذا ما رأتني شائباً تتمسخر على انها شابت وتصبغ شعرها وتحسب أن الشيب بالصبغ يستر ولكن سواد الشعر خلقة ربنا يبان وبرضو صبغة الشعر تظهر وهب أن هذا الشيب تخفيه صبغة فكيف اختفاء العظم وهو مكعبر ارى العظم تحت الجلد يبدو بوجهها فهل يستبيكم وجهها المتحجر وفيه تجاعيد تراها كأنها لمصلحة التنظيم إذ هي تحفر ومهما يكن لون المساحيق فهي لا تخبئ لون الوجه حين يجنزر فيا نعم ما هذا الدلال وقد مضى زمان الصبا والموت نحوك يزغر تفشخرت أيام الشباب فهل ترى إذا نحن شبنا برضنا نتفشخر؟ على شان ماذا بس لم تتزوجي وشعرك مسود ووجهك أحمر لقد كنت أيام الشباب لطيفة وحسنك فنان ولفظك يسحر ويقول حسين شفيق المصري عن الذين يتخمون البطون عند الإفطار ساعة المغرب في شهر رمضان : نصف شعبان قد مضى ووراء النصف باقي الأيام من شعبان فترى كل ما تحب وترضى من شهي الطعام في رمضان من كباب وكفتة وفطير وكنافة متقونة في الصواني وفراخ محمرات بسمن خير ما يشتري من الفرخاني! وأذكر المشمش البديع خشافا بزبيب له أعض لساني وإذا ما شربت من قمر الدين فخذه في صفرة الكهرمان ليس معنى الصيام لو كنت تدري جوعة ثم أكلة عمياني بل يصومون حمية للتداوي إن في الجوع صحة العيان قال شاعر يقال له الجزار يصف داره ودار خراب بها قد نزلت *+* ولكن نزلت الى السابعه فلا فرق مابين ان اكون *+* بها او اكون في القارعه تساورها هفوات النسيم *+*فتصغي بلا اذن سامعه واخشى بها ان اقيم الصلاة *+*فتسجد حيطانها الراكعه اذا ماقرات اذا زلزلت *+* خشيت ان تقرأ الواقعة )قصيدة في أصلع) لصديقنا في راسهِ صحراءُ **** جفت فلا عشبٌ بها او ماء وكأنها الميدانُ من بعد الوغى **** فنيَ الجميع فما بها احياء كصحيفة البلور يلمع سطحها **** ولها بياضٌ ناصعٌ وضياء في الليل لا يحتاج قنديلا فمن **** إشراقها تتبدد الظلماء ولقد سمعناهُ يقول ودمعهُ **** يجري فيعمي مقلتيهِ بكاء كم من دوا للشعر قد جربتهُ **** يوما فراح سدى وظل الداء ياحسرتي ذهب الشباب وكان لي ****فيه مآثر جمهٌ غراء أسفاهُ مالي في الحياةِ مطامعٌ **** فأنا وسكان القبور سواء ونظم الشاعر اللبناني / اسعد رستم يعارض معلقة النابغة ؛الا هبى بصحنك فأصبحينا بإسلوب ساخى لذيذ ونجتاز الإشارة وهي حمرا ...................... ..........................ونهزأ بانضباط السائقينا ونوقظ بالزمير الناس فجراً ....................... .........................ونزعج في النهار الهادئينا وإن تمطر نرش الوحل رشا ...................... ..........................على أثواب كل العابرينا متى انطلق الونيت بنا نفثنا ....................... ..........................دخاناً في صدور العالمينا إذا الشكمان أعمى الربع تاهوا .................... ...........................فما يدرون ماذا يتقونا إذا الدوّار لاح لنا انطلقنا .................... ...........................لنعبر أو لنصدم من يلينا وما جدوى الفرامل عند قوم ....................... ..........................وقد ألفوا الكلكس مزمّرينا وإن رُمنا من الأسواق شيئاً ........................ ............................أنخنا "بنزنا" أنا رأينا فإن نَصدم فصدامون قِدماً ......................... ..........................وإن نُصدم فغير مصدّمينا .................................................. ............... ولعل قصيدة امير الشعراء احمد شوقي فى المعلم من أكثر القصائد التى عارضها الشعراء لمكانتها الأدبية الفائقه ورسالتها الهادفه إسلوبها الممتع فهذا الشاعر ابراهيم طوقان يقول شوقي يقول وما دري بمصيبتي قم للمعلم وفه التبجيلا ويکاد يفلقني الامير بقوله کاد المعلم أن يکون رسولا لو جرب التدريس شوقي ساعه لرأي الحياه شقاوه وخمولا اقعد فديتک هل يکون مبجلا من کان للنشء الصغيرخليلا حسب ا لمعلم ذله ومهانه حمل الدفاتر بکره وأصيلا مئه علي مئه اذا هي صححت وجد العمي نحو العيون سبيلا فأنا أصحح غلطه نحويه مثلاً واتخذ الکتاب دليلا مسترشداً بالغر من آياته أو بالحديث مفصلاً تفصيلا وأکاد أبعث سيبويه من الثري وذويه من أهل العصور الاولي وتري حماراً بعد هذا کله رفع المضاف اليه و المفعولا لا تعجبوا ان صحت يوماً صيحه ووقعت ما بين البنوک قتيلا يا من يريد الانتحار وجدته ان المعلم لايعيش طويلا وعارضها أيضا الشاعر الدكتور غازي القصيبى رحمه الله وما أصدقه حين قال قم للمدير ووفه التبجيلا كاد المدير بأن يكون الغولا أرايت أفظع أو أشد من الذي « لطع» المراجع حين جاء طويلا عجبا له لا تنتهي كذباته كم يحسن التبرير والتأويلا قال الوزير بلجنة (فتسهلوا) ياربعنا لا تشغلوا المشغولا من لجنة «لزيارة» « لصخونة» اعذاره تدع السليم عليلا وإذا أتاه من المعارف زائر أبدى له الترحيب والتاهيلا في لمحتين إلى الوزير يزفه ويدق من فرح اللقاء طبولا وإذا أتاه موظف من ربعه فلقد تسهل أمره تسهيلا و«الأخرون» إذا أتت طلباتهم نامت على الرف المكدس جيلا وإذا أتته معاملات صفها في خانتين بدرجه مشغولا فإذا رأى صفو الوزير معكرا عرض التي يرجو لها التعطيلا وإذا رأى أن المزاج مهيأ عرض التي يبغي لها التعجيلا ويصبح قد أمر الوزير فبادروا من لم ينفذ يصبح المفصولا ويقول قد قال الوزير لكم كذا والله ربي عالم ما قيلا قم للمدير ووفه التبجيلا فلقد غدا هذا المدير وكيلا