كثيراً ما نسمع كلمة (والنعم) عندما يذكر اسم فلان من الناس وهو يتولى منصب مدير مكتب الوزير ويتردد عليه الثناء والشكر والدعاء بأن يكثر الله من أمثاله، أما النوع الآخر وهو يتولى نفس المنصب ولا تنطبق عليه كلمة (والنعم) ويتمنون له الزوال من منصبه لعبوس وجهه وكبريائه ويعامل الناس كأنه الوزير الذي لا تصله إلا بالتدرج الوظيفي في تمرير طلب القاصد له في الحاجة حتى تصله وكأنه يتربع في أعلى الهرم الوظيفي ولو تمعنت فيه لوجدته إنه جاء لهذا الكرسي أو المنصب بصدفة لظرف ما أو ضربة حظ مع احترامي لبعضهم من المخلصين الأكفاء فالمقارنة أحياناً تكون ظالمة، لكون من يلجأ له لحل مشكلة بعرضها على الوزير فيزيده تعقيداً أما الناجح فتجده يبسط له همه فرجاً ويضع طموحاته في خدمة الناس بتسهيله لمطالبات المراجعين ويساعدهم لينفعهم من خلال قلبه الحاني ليسعى به في تبسيط الأمور لا لتعقيدها فهذا من شيمة الشخص، وفي اعتقادي يسمى بالمدير الناجح بصفاته الحميدة ورحابة صدره ويستحق الثناء والتقدير فكل مدير له طريقته في التعامل من خلال الكبرياء أو التواضع فالاثنان يتولون نفس المهام لمكتب الوزير بما يتطلبه المنصب من إعداد المذكرات والتقارير الخاصة بالوزير والمتابعة بتنفيذ القرارات والتعاميم الصادرة منه وإليه، بالإضافة إلى تنظيم المقابلات والاجتماعات والملفات والمراسلات الخاصة بمكتب الوزير وما شابه ذلك، وكما قيل لو دامت لغيرك ما وصلت إليك! وهنا نستذكر قصيدة قول الشاعر المرحوم الدكتور غازي القصيبي، الوزير الذي تولى عدة وزارات لأكثر من 20 عاماً ملاطفاً في شعره مدراء المكاتب في إحدى المناسبات الذي جمعته معهم. قٌمْ للمدير ووفه التبجيلا كاد المدير ان يكون الغولا أرأيت أفظع أو أشد من الذي (لطع) المراجع حين جاء طويلا عجباً له لا تنتهي كذباته كم يحسن التبرير والتاويلا قال: الوزير بلجنة (فتسهلوا) يا ربعنا لا تشغلوا المشغولا من (لجنة) (لزيارة) (لصخونة) أعذاره تدع السليم عليلا واذا أتته معاملات صفها في خانتين.. بدرجة مقفولا فاذا رأى صفو الوزير معكراً عرض الذي يرجو لها التعطيلا واذا رأى ان المزاج مهيا عرض الذي (يبغي) لها التعجيلا ويصيح (قد أمر الوزير فبادروا) من لم ينفذ يصبح المفصولا ويقول: (قد قال الوزير لكم كذا) والله ربي عالم ما قيلا قُم للمدير ووفََه التبجيلا فلقد غدا هذا المدير وكيلا آملين أن يقتدي من هذه العبر من يستحق كلمة مدير مكتب الوزير أو الوكيل أو المساعد أو المدير العام لكي يكون المرآة الحقيقية العاكسة للذوق العام. عضو هيئة الصحفيين السعوديين عضو الاتحاد الدولي للصحفيين