هناك رجال نحسبهم والله حسيبهم ينطبق عليهم بإذن الله تعالى قول الحق((رجال صدقوا ماعاهدوالله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)) لهم علينا حقوق كثيرة أقلها أن نشيد بمواقفهم الجليلة والمشرفة تجاه بلدهم وولاة أمرهم فعندما كانت الحياة صعبة المراس خاضوا معتركها بكل رجولة وعزم ولم يثنهم عن خدمة طريب أي شيء فهم من وضعوا اللبنة الأولى من لبنات التنمية في طريب وهم أول من لفت نظر المسؤولين الى طريب وهم أول من فتح منارات العلم في طريب مع أنهم أميين لا يقرؤون ولايكتبون ولكن حبهم للخير وبصائرهم النيرة حثتهم لطلب العلم لأبنائهم لقناعتهم بأن أي مجتمع لايقوم ولايعلوا له شأن إلا بالعلم ,وبالرغم من صعوبة الحياة آنذاك من ضنك في العيش وصعوبة في الحركة والتنقل فقد كانو حريصين كل الحرص على مراجعة الدوائر الحكومية في أبها وفي الرياض وفي سراة عبيدة وفي كل مكان بشكل دائم بلا كلل أو ملل وكل ذلك مشياً على الأقدام ناهيك عن أوضاعهم المعيشية الصعبة فقدكان أغلبهم إن لم يكن جميعهم لا يملكون من متاع الدنيا شيء بل تمر الأيام تلو الأيام لايجد الرجل قوت يومه ومع هذا لم يثنهم ذلك عن خدمة طريب ,ألا يستحقون هؤلاء الرجال أن يكون لهم نصيب ولو يسير من مقالاتنا وأحاديثنا بلا والله إنهم يستحقون أن يكونوا نصب أعيننا في كل وقت وواجب علنا أن نجلهم ونذكرهم في كل حين وفي كل محفل ويدور في خلدي رجال كان لهم الباع الطويل وسجل التاريخ أسماؤهم من ذهب منهم من رحل من دنيانا الفانية بعد صراع مشرف مع الحياة ومنهم من رسم الزمن القاسي ملامحه على وجهه المبارك ،وهناك من يستحقون الوفاء فعندما يأتي ذكرهم يكون لسان حالي قول الشاعر: أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا ياجرير المجامع وآخرين لهم أيادي بيضاء في طريب لهم منا جميعا كل العرفان والإمتنان والثناء وندعوا لهم جميعا بالرحمة والمغفرة وحسن الختام فقد كانوا رجال مخلصين أوفياء عفا الله عنهم جميعا.