من خلال تصفحي لما كتب في صحيفة أخبار طريب لم أجد فيها لا طعم ولا لون للكتابة الكوميدية .. أو الهزلية .. وهو ما يعرف صحفياً بالكتابة الساخرة .. لا شك أن هذا النوع من الكتابة أصعب أنواع الكتابة على الإطلاق ولا يجيده كل واحد .. يقال أن نسبة الكاتب الساخر على مستوى العالم لا يتعدى 1% من جملة الكتّاب .. هذه النسبة في العالم العربي تتدنى ل 01 , % وفي السعودية نفس النسبة .. هذه معلومات غير موثقّة .. لكنها وردت في حوار بين عدد من الكتّاب و الإعلاميين العرب و السعوديين خلال أيام الجنادرية قبل سنوات قليلة " 4 أربع سنوات " .. أحدهم علق على هذه النسبة و هذا النوع من الكتابة بقوله : إذا اعتبرنا الكتابة الساخرة مثل الملح للطعام مقارنة بالكتّاب والكتابة العربية فإن هذا يعني أن الكتابة في الوطن العربي مثل وجبة الطعام السامجة .. أي لا ملح فيها .. أو بالمعنى الطبي الوجبة المسلوقة، وهذا يعني بالضرورة أن ما نقرأه كلام في كلام .. والواقع أن كتابنا العرب هم في الغالب الأعم معلقين ليس إلا وبنسبة كبيرة لأن الكتابة الفكرية ذات الرؤيا اليومية الجديدة في الكتابة أصعب من دخول الأعمى في حلبة سباق للسيارات .. ما نقرأه هو التعليق .. أو الوصف .. أو الأخبار ... أو التمني .. أو التحسر .. وكثير من الكتابة وعظية سطحية ليس لها من أسمها إلا أنها في صحيفة ليس إلا .. ولهذا قال أحدهم من باب الكتابة الساخرة عن مجتمعنا السعودي أننا كمجتمع أصبحنا ثلاث شرائح ، شريحة عاجية وشريحة مسحوقة وشريحة عائمة أو تائهة بين الشريحتين .. فاقدة لجاذبية الثبات .. وأنا في الواقع اتفق مع هذا التصنيف بالرغم من حدته .. أو قساوته, لكنه الواقع الذي يرفض الاعتراف به السواد الأعظم من الناس . فالعاجيّون ليس المقصود هنا مواطني ساحل العاج.. بل أصحاب الأبراج العاجية .. والمسوحقين ليس المقصود هنا مستخدمي مسحوق الغسيل .. بل الذين يعيشون على القاع وتحته .. أو كما قال :....تحت الصفر بأصفار .. أي تحت خط الفقر .. والتائهون هم الذين يعيشون بين هاتين الفئتين وهم الغالبية العظمى فلا هم من هؤلاء ولا من أولئك .. لكنهم في النهاية أقرب للمسحوقين من العاجيين ، مثل العوالق الترابية هذه الأيام بالرياض ، لاهي بالغيوم ولا هي بالعواصف الترابية .. وهذا التصنيف يشبه تصنيف مجمع اللغة العربية الذي رفض مسمى " الساندويتش" لأنه اسم أجنبي وأعطاه اسماً عربياً وهو شاطر ومشطور وبينهما ساخن .. هذا هو في رأيي وضع مجتمعنا والبركة في الأسهم والتي كان لها ضحايا من السحيمي وحتى طيب الذكر "معجب" وبينهما ما الله به عليم من الخلق . ولهذا فإنني أتمنى من صحيفة أخبار طريب وأعتقد أنها قادرة على تحقيق هذا التمني من محب لها ولأهلها أن تستكتب كاتبا ساخراً سعودياً كان أو غير سعودي لإعطاء الصحيفة نكهة تحلي مادتها الإعلامية و لو لمرة واحدة في الشهر وهذا يكفي، وإذا كان ذلك مستحيلاً على صحيفة ناشئة فإنني أرى أن يكتفى باستعراض ساخر لما يكتب في الصحيفة من أخبار و أراء ومقالات بأسلوب ساخر للمادة وليس للكاتب ، وأتمنى أن يكون الكاتب تحت اسم ساخر ومستعاراً ليضفي من التشويق المزيد على ما سيكتب .. في النهاية هذه أمنية لتكون صحيفة أخبار طريب سبّاقة و مملوحة وليست سامجة .. وهذا بالمناسبة حال كل الصحف الورقية والالكترونية المحلية والعربية فلا أحد يزعل من هذا الرأي ، فأنا لا أقصد صحيفة معينة .. هذا تعميم وليس تخصيص ، وهي مداعبة عامة وملاحظة عامة وأمنية عامة ودعوة عامة فلا يزعل منا العامة . الكاتب والإعلامي الأستاذ / محمد بن علي آل كدم القحطاني