طريب الصحيفة قيمة مضافة لطريب الانسان والمكان لكل وسيلة من وسائل الإعلام فضاء إعلاميا خاصا تستطيع من خلاله التمدد في اتجاهات مختلفة تخدم توجهاتها و أهدافها و قراءها وفق ما يكيّفها مع خصوصيتها الثقافية ومقدرتها التقنية وقد تستحدث أنماط جديدة من الرؤى تؤدى إلى استجابة أكثر للقيام بأدوارها ووظائفها وبما أن الصحافة الإلكترونية قد ملأت الفضاء الكوني الفسيح حيث لم تعد الصحافة الإلكترونية وسيلة إعلامية فقط بل أصبحت فضاء رمزي يلتقي فيه الناس بشكل اعتباري أو اعتباطي لتبادل الآراء والأفكار والمعارف تلاقيا كان في السابق ضربا من ضروب المستحيل في ظل التباعد الجغرافي والاختلاف الزمني ، والتفاوت الاجتماعي والثقافي والعمري وكون الصحافة المطبوعة من الناحية الفنية وسيلة إعلام جماهيرية تعتمد على مزيج من كلمة وصورة ورسوم يدوية ساخرة أو توضيحية أو تعبيرية فإن الفن الصحفي الحقيقي هو الضامن لإيجاد مزيج مبدع بدأً من التحرير ومروراً بالكتابة والتصوير والرسوم والإعلان والإخراج في الصحف التقليدية الكلاسيكية وحين توجه الكثير من العاملين في كثير من تلك الصحف الشهيرة من رؤساء تحرير ( عثمان المعير أنموذجاً ) وكتاب وصحفيين و فنيين ومهنيين متمرسين إلى الإعلام الإلكتروني لأسباب عديدة و من ثم تحالفهم مع عدد لا يستهلان به من العاملين في مهنة الصحافة الالكترونية ممن لا يحضون بخلفية صحفية مسبقة طريب الإلكترونية ( مثالاً ) أوجد مجالاً خصباً لنجاح التجربة حيث تتناغم سطوة المال و المعرفة التقنية و الإدارة المتطورة من جهة مع بعض الخبرات الصحفية المخضرمة وهو جلي في طريب نيروز( كأنموذج آخر يحترم) إلا أن هذا التحالف في ظل الاحتراف التقني لا يمكن الوثوق به كثيرا ولا العمل بمقتضاه دائما شأنه شأن كل الشراكات التي يمكن أن تتقاطع خطوط مصالحها مع دوائر مصالح الشركاء وعليه كان على الإعلام التقني الإلكتروني مضاعفة ما يبذل من جهد وعمل للارتقاء به وفق خطوات تسارعية حثيثة 0ليس الإعلام الإلكتروني همّ بالنسبة لي وجل ما يهمني منه مرور عام على صحيفة طريب نيوز وهي بذات الضوء المتوهج وبنفس الثوب الزاهي وبتلك الخطى الوثابة وعلى افتراض أن ما قدمته الصحيفة لمدينتها ولأبناء منطقتها وحتى لمن تصل إلى فضاءه من تثقيف وتعليم وتفاعل لا يفرق كثيراً عن ما سواها من نقل مباشر للخبر والتقرير و الحدث فأقول لا بأس في ذلك فهي الخطوة الأولى التي سيتلوها خطوات وما كان من الأخوان في الإدارة مشكورين منذ البدء من عدم نقل أي مقال لكاتب من أي مطبوعة أخرى سواء كانت ورقية أو إلكترونية ما أتاح لكتاب الصحيفة من الأجيال الحاضرة البروز والانطلاق وفى سبيل الوصول إلى خطوات أبعد مما عليه طريب الغراء سأضع بعض النقاط كمقترحات للإخوة في إدارة الصحيفة للوصول بها إلى ما نريد: - الأولى أن تشجع مراسليها وخاصة المبتدئين منهم لعمل تحقيقات صحفية مطولة حول كثير من القضايا الشائكة في مجتمعاتنا لكشف كنهها و فضح مستورها الأمر الذي سينمي فيهم روح الصحفي الباحث عن الحقيقة بقناعة. - والثانية ضرورة توخي المعايير المهنية العالية من اجل صحافة الكترونية أكثر تأثيرا كحداثة الخبر أو تحديثه وحساب درجة التفاعلية بين الصحيفة والجمهور ومتابعة عدد الزوار. -والثالثة العمل على أرشفة الصحيفة لتسهيل العودة والرجوع عند الضرورة للأعداد السابقة أو للمواضيع القديمة أو لمقال كاتب محدد وهذا مالا أجزم بصعوبته وأجزم بأهميته البالغة. - والرابعة أن ندرك أن ما أعلى كعب الصحافة الإلكترونية الحديثة لدى القاري هو ما جعل بمقدوره التواصل والرد على كل الآراء والتعليق على الأخبار وهو ما يتيح تبادل الحوار بين الكاتب والمحرر وقراءهما حول كثير من القضايا المختلفة الذي يحققه هذا النمط من التفاعلية عبر وسيط الانترنت الأدهى في نقل المعرفة والمعلومة في حين قد يكون لحجب الرد رداً لفائدة أو حجباً لتجربة. - الخامسة علينا إدراك بأن الصحافة الإلكترونية في حقيقتها صوت وصورة وشكل ورسم أي ملتيميديا ولنا في إيلاف عبرة.