"النصر بمن حضر" جملة كان يقولها الرمز الراحل عبدالرحمن بن سعود يرحمه الله، في فترة تاريخية مضت، كان فيها الأصفر البراق يحقق الأمجاد والبطولات حتى وإن غاب النجوم في المباريات الحاسمة، وليسمح لي النصراويون بأن أقارن الماضي بالحاضر واستبدل الجملة الشهيرة بحاضرٍ عنوانه "نصرٌ بلا فكر". فالنصر حالياً يعيش "أزمة فكر" حقيقية ابتعد من خلالها عن البطولات، وحتى المنافسة عليها، فمن يمنح مدرباً صلاحيات اختيار لاعبين أجانب فاشلين بملايين الريالات، ويتعاقد مع لاعبين محليين مبلغ عقد واحد منهم يوازي عقد الاستثمار بالنادي، يؤكد أن العالمي يعود للخلف. مشاكل النصر ليست فنية وحسب وإنما على الصعيد النفسي والإداري والتعاطي مع الإعلام أيضاً، وهو ما يُعيدنا لجيل النكسة ما بعد اعتزال ماجد والهريفي والثقافة "الانهزامية " وطفرة الاحتراف، وما صاحبها من تدهور للنصر وتقدم للأندية المنافسة في كل شيء ليس بالبطولات فقط، وإنما بالتطورات التقنية والتحديثات الإدارية الجديدة داخل أروقة النادي. أما إدارياً فطوال الأعوام الماضية لم يوفق النصر بمدير كرة محترف يدير دفّة الفريق لبر الأمان، ولعل ما قدمه سلمان القريني في فترة مضت ما بين استقالة وتراجع يؤكد أن "منصب مدير الكرة" في النصر تحديداً صعب الترويض، عطفاً على الأجواء غير الصحية التي من الممكن أن تحدثها نتيجة مباراة أو تصريح عابر لم يُراع فيها مصلحة النادي أولاً وأخيراً . إن دواء النصر بالعودة للمجد والبطولات العمل الجاد الاحترافي، ولملمة أعضاء الشرف، والتعاقد مع مدرب كفؤ، ولاعبين أجانب على مستوى عال، حتى يعود النصر كما كان بمن حضر.